قلت : قد روى الصدوق عن عبيد الله بن علي الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنّه قال : « إذا صلّيت على عدو الله فقل » إلى آخره (١). وروى في الكافي ( الحديث عن الحلبي في الحسن نحوه ) (٢) (٣). وروى أيضاً في الحسن عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : « إنْ كان جاحداً للحقّ فقل : اللهم » إلى آخره (٤).
ولا يخفى أنّ تمييز المنافق من المخالف بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم محلّ خفاء ، هذا.
ويظهر من بعض الأصحاب التوقف في وجوب الدعاء على المخالف ، من حيث إنّ الأربع يخرج بها من الصلاة (٥) ، واعترضه شيخنا قدسسره بأنّ الدعاء للميت أو عليه لا يتعين كونه بعد الرابعة ، قال قدسسره : وقد ورد بالدعاء على المنافق روايات ، منها : ما رواه ابن بابويه في الصحيح عن صفوان بن مهران الجمّال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي عليهماالسلام يمشي فلقي مولىً له ، فقال له : إلى أين تذهب؟ فقال : أفرّ من جنازة هذا المنافق أنْ أُصلّي عليه ، فقال له الحسين عليهالسلام : قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله ، فرفع يديه فقال. » (٦) (٧).
__________________
(١) الفقيه ١ : ١٠٥ / ٤٩١.
(٢) ما بين القوسين ليس في « فض » ، وفي « م » بنقيصة : نحوه.
(٣) الكافي ٣ : ١٨٩ / ٤.
(٤) الكافي ٣ : ١٨٩ / ٥ ، الوسائل ٣ : ٧١ أبواب صلاة الجنازة ب ٤ ح ٥.
(٥) الذكرى ١ : ٤٣٩.
(٦) الفقيه ١ : ١٠٥ / ٤٩٠.
(٧) المدارك ٤ : ١٧٠.