ما يصحّ عن الرجل ، هل يكون الحديث موثّقاً بتقدير مدح محمّد بن عيسىٰ ؟
قلت : قد مضىٰ عن بعض محقّقي المعاصرين ـ سلّمه الله ـ أنّ الخبر يوصف بالموثق (١) مع أنّه أخذ في تعريف الموثّق ما يقتضي خروجه ، لكنه علّل ما ذكره بأنّ الحديث يوصف بأحسن الوصفين . وفيه تأمّل ، إلّا أنّ الأمر سهل إذا كان كلّ من عمل بالموثّق عمل بالحسن .
وما قدّمناه عن العلّامة في المختلف من وصف بعض روايات من أجمع علىٰ تصحيح ما يصحّ عنهم بالصحّة مع كونه علىٰ خلاف المذهب ؛ أجبنا (٢) عنه فيما مضىٰ من أنّه خلط للاصطلاح المتأخر بالمتقدم (٣) ، لكن اللازم منه أنْ يوصف هذا بالحسن علىٰ تقدير ما فهمه البعض من معنىٰ الإجماع ، والإشكال فيه ظاهر بالنسبة إلىٰ تعريف الحسن ، وبالجملة فالارتياب حاصل في وصف الخبر ، فليتأمّل .
أمّا ما نقله شيخنا في باب بول الخشّاف في غياث عن الكشّي ، ونقله عن حمدويه ، عن بعض أشياخه ، وأنّ البعض غير معلوم ، وأنّ الظاهر أخذ الشيخ وصف كونه بترياً من الكشّي (٤) ، ففيه : أنّه في نهاية البعد عن الشيخ ، علىٰ أنّا لم نقف في الكشّي الآن علىٰ ما ذكره قدسسره وهو أعلم ، وفي الكافي روىٰ الخبر عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن غياث بن إبراهيم ، إلىٰ آخره (٥) .
__________________
(١) راجع ص ١٢٨ .
(٢) في « م » : أُجيب .
(٣) راجع ص ١٧٩ ـ ١٨٠ .
(٤) المدارك ٦ : ١٠٦ بتفاوت .
(٥) الكافي ٣ : ٣٨٤ / ١٤ .