(٢) أو لكون الحديث في مقام الخطاب كقول الشاعر :
وانتَ الذي أخلفتني ما وعدتني |
|
وأشمت بي من كان فيك يَلومُ |
(٣) أو لكون الحديث في مقام الغيبة لكون المسند إليه مذكورا ـ او في حكم المذكور لقرينة نحو : هو اللهُ تبارك وتعالى ولابدَّ من تقدّم ذكره.
أ ـ إمَّا لفظاً : كقوله تعالى : (واصبر حتى يحكُم الله بيننا وهوَ خيرُ الحاكمين).
ب ـ وإما معنى : نحو : (وإن قيل لكمُ ارجعُوا فارجِعوا هو أزكى لكُم) أي الرجوع.
ونحو «اعدلوا هو أقربُ للتقوى» أي العدل :
ج ـ أو دلت عليه قرينة حال كقوله تعالى : (فلهُنَّ ثُلثُا مَا تَرَكَ) أي الميت.
تنبيهات
الأول : الأصل في الخطاب أن يكون لمشاهدٍ مُعين. نحو أنت استرققتني بإحسانك. وقد يُخاطب :
أ ـ غيرُ المشاهد إذا كان مُستحضراً في القلب نحو (لا إله إلا أنت) ونحو :
جودى بقربك أبلغ كل أمنيتي |
|
أنت الحياة وانتِ الكون أجمعهُ |
ب ـ وغير المعُين : إذا قُصد تعميمُ الخطاب لكلِّ من يمكن خطابه على سبيل البدل لا التناول دفعة واحدة كقول المتنبي :
إذ أنت أكرمت الكريم ملكته |
|
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا |
الثاني : الأصلُ في وضع الضمير عدم ذكره إلا بعد تقدم ما يفسره وقد يعدل عن هذا الأصل : فيقدم الضمير على مرجعه لأغراض كثيرة.
أ ـ منها تمكين ما بعد الضمير في نفس السامع لتشوقه إليه كقوله : هي النفس ما حملتها تتحملُ.