(٣) ومنها التَّنبيه على خطأ المخاطب ، نحو : (إنّ الذين تَدعونَ من دون الله عبادٌ أمثالكم) ، وكقول الشاعر :
إنَّ الذين تُرَونهم إخوانَكم |
|
يَشفى غليل صُدورهم أن تُصرَعوا (١) |
(٤) ومنها التَّنبيه على خطأ غير المُخاطب كقوله :
إنَّ التي زعمت فؤادك مَلّها |
|
خلعت هواك كما خلعت هوى لها |
ومنها تعظيم شأن المحكوم به كقول الشاعر :
إنَّ الذي سمك السَّماء بني لنا |
|
بيتاً دعائمهُ أعزُّ وأطولُ (٢) |
(٦) ومنها التَّهويل : تعظيماً أو تحقيراً نحو : (فَغشيَهُم من أليم ما غشيهم) (٣). ونحو : من لم يدرِ حقيقة الحال قال ما قال.
(٧) ومنها استهجان التصريح بالاسم نحو الذي ربّاني أبى (٤).
(٨) ومنها الإشارة إلى الوجه الذي يُبنى عليه الخبر من ثواب أو عقاب كقوله تعالى (الذين آمنوا وعملُوا الصالحات لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم).
(٩) ومنها التَّوبيخ نحو : الذي أحسن اليك قد أسأت اليه.
(١٠) ومنها الاستغراق نحو : الذين يأتونك أكرمهم.
(١١) ومنها الإبهام نحو : لكلّ نفس ما قدَّمت.
واعلم انَّ التعريف بالموصوليَّة مبحث دقيق المسلك ، غريب النَّزعة يُوقفكَ على دقائق من البلاغة ، تؤنسُك إذا انتَ نظرتَ اليها بثاقب فكرك ، وتثلجُ صدرك إذا تأمَّلتَها بصادق رأيك ، فأسرارُ ولطائف التَعريف بالموصوليّة لا يمكن ضبطها ن واعتبر في كل مقام ما تراه مناسباً.
__________________
(١) أي من تظنون اخوتهم يحبون دماركم فأنتم مخطئون في هذا الظن ، ولا يفهم هذا المعنى (لو قيل إن قوم كذا يشفى الخ).
(٢) أي ان من سمك السماء بنى لنا بيتا من العز والشرف ، هو أعز واقوى من دعائم كل بيت.
(٣) أي غطاهم وسترهم من البحر موج عظيم ، لا تحيط العبارة بوصفه.
(٤) أي بأن كان اسمه قبيحاً كمن اسمه برغوث ، أو جحش ، أو بطة ، أو غيره.