قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

جواهر البلاغة

جواهر البلاغة

204/354
*

(٣) وإما مفرد بمركب : كقول الخنساء (١) :

أغر أبلجُ تأتم الهُداةُ بهِ

كأنه علمٌ في رأسه نارُ

(٤) وإما مركب بمفرد : نحو : الماء المالح كالسّم (٢) :

واعلم : انه متى رُكب أحد الطرفين لا يكاد يكون الآخر مفرداً مطلقاً ، بل يكون مركباً ، أو مفرداً مقيدا ، ومتى كان هناك تقييد أو تركيب كان الوجه مركباً ، ضرورة انتزاعه من المركب ، أو من القيد ، والمُقيد.

المبحث الثالث

في تقسيم طرفي التّشبيه : باعتبار تعدّدهما (١)

ينقسم طرفا التشبيه «المشبه والمشبه به» باعتبار تعدّدهما ، أو تعدّد أحدهما ، إلى أربعة أقسام :

ملفوف ، ومفروق ، وتسوية ، وجمع.

(١) فالتشبيه الملفوف : هو جمع كل طرف منهما مع مثله ، كجمع المشبه مع المشبه ، والمشبه به مع المشبه به ، بحيث يُؤتى بالمشبهات معاً على طريق العطف ، أو غيره ، ثم يؤتى بالمشبهات بها كذلك كقوله :

ليل وبدر وغصن

شعر ووجه وقَدُّ

خمر ودُرٌّ ووَرد

ريق وثغر وخدّ

وكقوله :

تبسُّم وقطوب في ندى ووغى

كالغيث والبرق تحت العارض البرد

________________

(١) وكقوله :

وحدائق ليس الشقيق نباتها

كالأرجوان منقطا بالعنبر

(٢) وكقوله :

لا تعجبوا من خاله في خده

كل الشقيق بنقطة سوداء

فالمشبه مركب من (الخال والخد) ، والمشبه به مفرد وهو (الشقيق).

(٣) متى تعدد الطرفان معا نتج تشبيهان أو أكثر ، لا تشبيه واحد.