وأما اشتراط الاشتداد ، فلم نعرف له دليلاً.
والجسم الطاهر الذي ينجس فيه بالغليان كالدقيق والجوز واللوز ونحوها ، فالأظهر طهارته بعد ذهاب الثلثين ، لإطلاقات الأخبار ، وإشعار بعض الأخبار ، حيث جوّز أخلاط الماء مع العصير ثم حِلّه بعد ذهاب الثلثين (١).
ويكفي ذهاب الثلثين بأيّ نحوٍ اتفق ، ولا يجب أن يكون بالنار.
وأما العصير الزبيبي والتمري فقال الشهيد الثاني : لا شبهة في عدم نجاسته (٢).
أقول : ويظهر من بعضهم القول (بنجاسته) (٣) (٤) ، ولعلّ نظر القائل أيضاً إلى ما ذكرنا من جعله من جملة الخمر بسبب الغليان ، وبرواية عيثمة قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وعنده نساؤه ، قال : فشمّ رائحة نضوح فقال : «ما هذا؟» قالوا : نضوح يجعل فيه الضياح ، قال : فأمر به فأُهريق في البالوعة (٥) (٦).
مضافاً إلى موثّقة عمّار في تفسير النضوح قال : «يطبخ التمر حتّى يذهب ثلثاه. ويبقى ثلثه ، ثم يتمشّطن» (٧) المشعرة بعدم جواز التمشّط قبل ذهاب الثلثين.
فلعلّ الأمر بالإهراق كان لذلك.
وأما الحرمة فأما في العنبي فمما لا خلاف فيه ، وفي الزبيبي والتمري خلاف ، والأظهر الحرمة كما يجيء في المطاعم والمشارب.
التاسع : اختلف الأصحاب في نجاسة عرق الجنب من حرام فعن جماعة من
__________________
(١) الوسائل ١٧ : ٢٣٦ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٨.
(٢) روض الجنان : ١٦٤.
(٣) نقله عن شيخه سليمان بن عبد الله البحراني في الحدائق ٥ : ١٤١.
(٤) بدل ما بين القوسين في «م» ، «ز» : به.
(٥) الكافي ٦ : ٤٢٨ ح ١ ، التهذيب ٩ : ١٢٣ ح ٢٦٤ ، الوسائل ١٧ : ٢٩٨ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٣٢ ح ١.
(٦) النضوح بفتح أوّله ضرب من الطيب يفوح رائحة ، والضياح اللبن الرقيق الممزوج بالماء (منه رحمهالله).
(٧) التهذيب ٩ : ١٢٣ ح ٢٦٦ ، الوسائل ١٧ : ٣٠٣ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٣٧ ح ١.