انقلب بعلاج ، ونقل عليه الإجماع في الانتصار (١). وتدلّ عليه الأخبار المعتبرة ، وصحيحة عبد العزيز بن المهتدي مصرّحة به (٢) ، وحسنة زرارة أيضاً كالصريحة ، فإن جعل الخمر خلّا ظاهر في العلاج ، سيّما في العتيقة منها ، كما سئل عنها في الحسنة (٣) ، وكذلك موثّقتا عبيد بن زرارة لابن بكير (٤) ، فلا وجه لتوقّف الشهيد الثاني وحكمه بعدم ما يدلّ عليه من الأخبار المعتبرة بالخصوص (٥).
ولكن لا بأس بالقول بالكراهة ، لصحيحة أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام : سئل عن الخمر يجعل فيها الخل فقال : «لا إلّا ما جاء من قِبَل نفسه» (٦) ، فإنّ ظاهرها مهجور عند الأصحاب ، فيحمل على الكراهة ، وكذلك موثّقته لابن بكير ، بل لا تدلّ هذه إلّا على الكراهة (٧).
وكذلك المشهور الأقوى المدّعى عليه الإجماع بالعموم من السيد أنّه لا فرق بين ما لو كان المعالج به مائعاً أو جامداً ، باقياً أو هالكاً.
وما قيل باشتراط عدم بقاء العين المعالج بها لأنّها تتنجّس ، والانقلاب إنّما يطهّر الخمر ، ولا مطهّر للعين المعالج بها ، فتستصحب النجاسة ، وينجس الخل أيضاً (٨) ،
__________________
(١) الانتصار : ٢٠٠.
(٢) التهذيب ٩ : ١١٨ ح ٥٠٩ ، الاستبصار ٤ : ٩٣ ح ٣٥٩ ، الوسائل ١٧ : ٢٩٧ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٣١ ح ٨.
(٣) الكافي ٦ : ٤٢٨ ح ٢ ، الوسائل ٢ : ١٠٩٨ أبواب النجاسات ب ٧٧ ح ١ ، عن الخمر العتيقة تجعل خلاً. قال : لا بأس.
(٤) الكافي ٦ : ٤٢٨ ح ٣ ، الوسائل ٢ : ١٠٩٨ أبواب النجاسات ب ٧٧ ح ٢ ، التهذيب ٩ : ١١٧ ح ٥٠٧ ، الاستبصار ٤ : ٩٣ ح ٣٥٧ ، الوسائل ١٧ : ٢٩٧ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٣١ ح ٥.
(٥) المسالك (الطبعة الحجريّة) ٢ : ٢٣٥.
(٦) التهذيب ٩ : ١١٨ ح ٥١٠ ، الاستبصار ٤ : ٩٣ ح ٣٦٠ ، الوسائل ١٧ : ٢٩٧ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٣١ ح ٧.
(٧) الكافي ٦ : ٤٢٨ ح ٤ ، التهذيب ٩ : ١١٧ ح ٥٠٦ ، الاستبصار ٤ : ٩٤ ح ٣٦١ إلّا أنّ الرواية فيه عن عبيد بن زرارة ، الوسائل ١٧ : ٢٩٦ أبواب الأشربة المحرّمة ب ٣١ ح ٤.
(٨) نقله في المنتهي ٣ : ٢٢١ ، وانظر كشف اللثام ١ : ٥٨.