أقوال العلماء والإجماعات المنقولة ممّا لا يُعهد في أكثر الكتب المذكورة.
ويمتاز كتاب الغنائم أيضاً بالدقّة في نقل الأقوال ، فإنّا ومن جرّاء عملنا في تحقيق كثير من الكتب الفقهيّة نجد أنّ المصنّف ينسب القول إلى كتاب لا نجده فيه ، أو هو أحد محتملاته ، ولكن ذلك لا نشاهده في كتاب الغنائم ، ولذا لم نترك قولاً في مقام الاستخراج ، إلّا ما لا نتوصّل إلى كتابه. ومع ذلك هو أوّل من أضاف أحاديث الفقه الرضوي وتفسير الإمام العسكري إلى أحاديث الاستدلال.
ومن مختصّات فقهه هو الاعتماد على الشهرة ، وهمّه تقوية المشهور إلى آخر حدّ ، وقد يخالف المشهور ويختار بعض الأقوال النادرة ، ويكثر من بيان الأدلة عليها. ولم يعتمد في كتابه هذا على ما اختاره في الأُصول من حجيّة مطلق الظنّ ، وتراه كثيراً ما يعتمد على العرف والمتفاهم العرفي ، ولعلّه أوّل من فتح هذا الباب في كتب الاستدلال ، ولم نعهد له سابق. ويفهم من دأبه أنّه كثير العناية بما يطرح من الإشكالات ، فترى كتبه مشحونة بحواشي «منه» لدفع الإيرادات.
شعره وما قيل فيه
كان للميرزا القمي قريحة شعريّة ، وروح أدبيّة فيّاضة ، وكان له ديوان شعر بالفارسيّة والعربيّة ، فيه ما يقرب من خمسة آلاف بيت ، واخترنا من شعره ما وجد بخطّه في ترجمة شعر انشد بالعربيّة في الإمام الحسين (ع).
يا نهر الفرات أيقضي السبط ظمآنا |
|
ومن مياهك تروى الإنس والجانا |
أى فرات آيا رود سبط پيمبر از جهان |
|
تشنه وتو سير گردانى ز آبت انس وجان |
هلّا طغوت بطوفان لتغرق |
|
من طغوا عليه في كالدم طوفانا |