[٢ / ٤٢٢٥] وقال قتادة : إنّ الكافر يعرض عن معبوده في وقت البلاء ، ويقبل على الله تعالى ، كما أخبر الله ـ عزوجل ـ عنهم فقال : (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(١) والمؤمن لا يعرض عن الله [كما أخبر الله عنهم] في السرّاء والضرّاء والشدّة والرخاء (٢).
[٢ / ٤٢٢٦] وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الإمام جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : «كان في نقش خاتم أبي : (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)» (٣).
[٢ / ٤٢٢٧] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا) قال : هم الجبابرة والقادة والرؤوس في الشرّ والشرك (مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) وهم الأتباع والضعفاء (٤).
[٢ / ٤٢٢٨] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا) قال : هم الشياطين تبرّأوا من الإنس (٥).
قلت : وكلا القولين صحيح ، نظرا لقوله تعالى ـ حكاية عن مشهد القيامة وبرزوا لله جميعا ـ : (فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٦).
__________________
(١) العنكبوت ٢٩ : ٦٥.
(٢) البغوي ١ : ١٩٦ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٧٦ ؛ الثعلبي ٢ : ٣٤ ؛ الوسيط ١ : ٢٤٩.
(٣) الدرّ ١ : ٤٠٢ ؛ الحلية ٣ : ١٤٠ و ١٨٦ ؛ ابن عساكر ٥٤ : ٢٧٧ ، باب ٦٧٨١ ، (باب محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام).
(٤) الدرّ ٢ : ٤٠٢ ؛ الطبري ٢ : ٩٦ / ١٩٩٩ ؛ القرطبي ٢ : ٢٠٦ ، نقلا عن قتادة والربيع وعطاء ، بلفظ : قوله تعالى : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا) يعني السادة والرؤساء ، تبرأوا ممّن اتّبعهم على الكفر ؛ مجمع البيان ١ : ٤٦٤ ـ ٤٦٥ ، بلفظ : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا) وهم القادة والرؤساء من مشركي الإنس ، نقلا عن الربيع وعطاء ايضا.
(٥) الدرّ ١ : ٤٠٢ ؛ الطبري ٢ : ٩٧ / ٢٠٠٢ ؛ البغوي ١ : ١٩٧ ؛ القرطبي ٢ : ٢٠٦ ، نقلا عن قتادة والسدّي ؛ مجمع البيان ١ : ٤٦٥ ، بلفظ : هم الشياطين الّذين اتبعوا بالوسوسة من الجنّ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٨٢ ؛ الثعلبي ٢ : ٣٦.
(٦) إبراهيم ١٤ : ٢١ ـ ٢٢.