أمّه : أي بنيّ إنّي أخاف عليك سفهاء قريش! فقال : أرجو السلامة. فأذنت له فولّى في صورة جانّ ، فمضى نحو الطواف ، فطاف بالبيت سبعا وصلّى خلف المقام ركعتين ثمّ أقبل منقلبا ، فعرض له شاب من بني سهم فقتله ، فثارت بمكّة غبرة حتّى لم يبصر لها الجبال. قال أبو الطفيل : بلغنا أنّه إنّما تثور تلك الغبرة عند موت عظيم من الجنّ! قال : فأصبح من بني سهم على فرشهم موتى كثير من قتل الجنّ ، فكان فيهم سبعون شيخا أصلع سوى الشابّ!؟ (١)
[٢ / ٣٢٨٩] وأخرج عن الحسن البصري قال : ما أعلم بلدا يصلّى فيه حيث أمر الله ـ عزوجل ـ نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا بمكّة. قال الله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) قال : ويقال : يستجاب الدعاء بمكّة في خمسة عشر. عند الملتزم ، وتحت الميزاب ، وعند الركن اليماني ، وعلى الصفا ، وعلى المروة ، وبين الصفا والمروة ، وبين الركن والمقام ، وفي جوف الكعبة ، وبمنى ، وبجمع ، وبعرفات ، وعند الجمرات الثلاث. (٢)
[٢ / ٣٢٩٠] وذكر القرطبي عن جابر قال : نظر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى رجل بين الركن والمقام. أو الباب والمقام وهو يدعو ويقول : اللهم اغفر لفلان ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما هذا؟ فقال : رجل استودعني أن أدعو له في هذا المقام : فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ارجع ، فقد غفر لصاحبك! (٣)
قوله تعالى : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ)
[٢ / ٣٢٩١] أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وسعيد بن جبير في قوله : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ) قالا : من الأوثان والريب وقول الزور والرجس. (٤)
[٢ / ٣٢٩٢] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير قال : طهّرا بيتي بلا إله إلّا الله من الشرك (٥).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٩٤.
(٢) الدرّ ١ : ٢٩٤ ـ ٢٩٥.
(٣) القرطبي ٢ : ١١٣.
(٤) الدرّ ١ : ٢٩٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٢٧ / ١٢٠٦ ؛ الطبري ١ : ٧٤٩ ـ ٧٥٠ / ١٦٥٤ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٢ ، عن سعيد بن جبير وعبيد بن عمر وعطاء ومقاتل.
(٥) ابن أبي حاتم ١ : ٢٢٨ / ١٢٠٧ ، وزاد : «وروي عن عبيد بن عمير وأبي العالية وقتادة ومجاهد وعطاء نحوه» ؛ ابن كثير ١ : ١٧٧.