سيجعل في ذرّيّتهما أمّة مسلمة كما سألا ربّهما فقالا عند ذلك : (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ) يعني في ذرّيّتنا (رَسُولاً مِنْهُمْ) يعني محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ) يعني يقرأ عليهم آيات القرآن (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) يقول يعلّمهم ما يتلى عليهم من القرآن ثمّ قال : (وَالْحِكْمَةَ) يعني المواعظ الّتي في القرآن من الحلال والحرام (وَيُزَكِّيهِمْ) يعني ويطهّرهم من الشرك والكفر (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فاستجاب الله له في سورة الجمعة فقال : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ)(١). إلى آخر الآية (٢).
قوله تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ)
[٢ / ٣٣٩٧] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) قال : رغبت اليهود والنصارى عن ملّته ، واتّخذوا اليهوديّة والنصرانيّة بدعة ليست من الله ، وتركوا ملّة إبراهيم : الإسلام ، وبذلك بعث الله نبيّه محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم بملّة إبراهيم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله (٣).
[٢ / ٣٣٩٨] وأخرج سعيد بن سويد عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام ، فقال لهما : قد علمتما أنّ الله ـ عزوجل ـ قال في التوراة : إنّي باعث من ولد إسماعيل نبيّا اسمه أحمد ، فمن آمن به فقد اهتدى ورشد ، ومن لم يؤمن به فهو ملعون؟ فأسلم سلمة وأبى مهاجر أن يسلم فأنزل الله تعالى» (٤).
[٢ / ٣٣٩٩] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) قال : إلّا من أخطأ حظّه (٥).
[٢ / ٣٤٠٠] وذكر أبو الفتوح الرازي في قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) عن أبي عبيدة : إلّا من
__________________
(١) الجمعة ٦٢ : ٢.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٣٩.
(٣) الدرّ ١ : ٣٣٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٨ / ١٢٧٠ ، عن أبي العالية وقتادة ؛ الطبري ١ : ٧٧٦ ـ ٧٧٧ / ١٧٢٠ ، عن الربيع بنحوه ، و ١٧١٩ ، عن قتادة بلفظه.
(٤) الثعلبي ١ : ٢٧٨ ؛ لباب النقول : ١٨ ـ ١٩.
(٥) الدرّ ١ : ٣٣٥ ؛ الطبري ١ : ٧٧٧ / ١٧٢١ ؛ التبيان ١ : ٤٦٩.