[٢ / ٣٤٨٤] وعن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما من عبد يسرّ خيرا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر الله له خيرا! وما من عبد يسرّ شرّا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر الله له شرّا» (١).
[٢ / ٣٤٨٥] وروى بالإسناد عن يحيى بن بشير عن أبيه عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «من أراد الله بالقليل من عمله أظهره الله له أكثر ممّا أراد. ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله ، أبى الله إلّا أن يقلّله في عين من سمعه» (٢).
[٢ / ٣٤٨٦] وروى عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن زرارة ـ والسند صحيح ـ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام سأله عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك؟! قال عليهالسلام : «لا بأس ، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في الناس الخير ، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك!!» (٣).
نكتة دقيقة
هنا وفي هذا الحديث (الأخير) إشارة إلى نكتة دقيقة : إنّ من جبلّة الإنسان هو حبّ الظهور والتعارف بين الناس بالمعروف. ذلك أنّه خلق ليتعايش مع بني جلدته وليكون فيهم ومعهم ، يعتمدهم ويعتمدونه. الأمر الّذي لا يكون إلّا إذا عرف بالخير والصلاح ، وقد جبلت عليه فطرة الإنسان وفي أوّليّات ذاته. ومن ثمّ فمن صميم فطرته ينبعث نحو الصلاح وعمل الخير وإسداء الفضيلة إلى الجماعة. وليتعاضد معهم في تحقيق مطاليب الحياة بأحسن ما يكون. ولسان حال كلّ إنسان يحاول التعايش بسعادة وسلام : (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ)(٤).
__________________
(١) المصدر : ٢٩٥ ـ ٢٩٦ / ١٢.
(٢) المصدر : ٢٩٦ / ١٣. وبهذا المعنى روي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : «ما بين الحقّ والباطل إلّا قلّة العقل! قيل : كيف ذلك يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : إنّ العبد ليعمل العمل الّذي هو لله رضا ، فيريد به غير الله! فلو أنّه أخلص لله ، لجاءه الّذي يريد في أسرع من ذلك!». (المحاسن ، للبرقي : ٢٥٤ / ٢٨٠ ؛ الوسائل ١ : ٦١ / ١١).
وأيضا في الحديث : «من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه». (الفقيه ٤ : ٢٨٩ / ٤٦ ؛ الوسائل ١ : ٦٨ ـ ٦٩ / ١٥).
(٣) المصدر : ٢٩٧ / ١٨.
(٤) سورة ص ٣٨ : ٣٢.