قوله : (إِلَّا لِنَعْلَمَ) قال : إلّا لنميّز أهل اليقين من أهل الشكّ (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) يعني : تحويلها على أهل الشكّ والريب (١).
قوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ)
[٢ / ٣٥٨٩] قال مقاتل بن سليمان في قوله : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) يعني القبلة حين صرفها عن بيت المقدس إلى الكعبة عظمت على اليهود ، ثمّ استثنى فقال : (إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) فإنّه لا يكبر عليهم ذلك (٢).
[٢ / ٣٥٩٠] روى الشيخ الطوسي (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) قال الحسن : معناه ثقيلة يعني : التحويلة إلى بيت المقدس ، لأنّ العرب لم تكن قبلة أحبّ إليهم من الكعبة (٣).
[٢ / ٣٥٩١] وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : بلغني أنّ أناسا من الّذين أسلموا رجعوا فقالوا مرّة هاهنا ومرّة هاهنا (٤).
[٢ / ٣٥٩٢] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) أي : الّذين ثبّت الله. وروي عن قتادة قال : عصم الله (٥).
[٢ / ٣٥٩٣] وأخرج عن مجالد بن سعيد ، قال الحجّاج للحسن : أخبرني برأيك في أبي تراب. قال الحسن : سمعت الله يقول : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ؟) فعليّ ممّن هدى الله (٦).
[٢ / ٣٥٩٤] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ) قال : من إذا دخلته شبهة رجع عن الله ، وانقلب كافرا على عقبيه (٧).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٥٣ ؛ الطبري ٢ : ٢٠ / ١٨٢٤ و ١٨٢٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٥٠ / ١٣٤١ ، و ١٣٤٤ ؛ و ١٣٤٤ ؛ البيهقي ٢ : ١٣.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٤٥.
(٣) التبيان ٢ : ١٠ ؛ مجمع البيان ١ : ٤١٩.
(٤) الدرّ ١ : ٣٥٣ ؛ الطبري ٢ : ١٩ ذيل رقم ١٨٢٢.
(٥) ابن أبي حاتم ١ : ٢٥١ / ١٣٤٥.
(٦) ابن أبي حاتم ١ : ٢٥١ / ١٣٤٦ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٠٦ ، وزاد فيه : «ومن أهل الإيمان وهو ابن عمّ رسول الله وختنه على ابنته واحبّ الناس إليه وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله لا تستطيع أنت ولا أحد من الناس يخطوها عليه ولا أن يحول بينها وبينه».
(٧) الطبري ٢ : ٢٢ / ١٨٢٥.