على الناس أنّ الرسل قد بلّغتهم ، ويكون الرسول على هذه الأمّة شهيدا أن قد بلّغ ما أرسل به (١).
[٢ / ٣٥٢٧] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) قال : وهم وسط بين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين الأمم (٢).
[٢ / ٣٥٢٨] وقال الكلبي : يعني أهل دين وسط بين الغلوّ والتقصير ، لأنّهما مذمومان في الدّين (٣).
قوله تعالى : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)
[٢ / ٣٥٢٩] أخرج ابن المنذر والحاكم وصحّحه عن جابر قال : «شهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جنازة في بني سلمة وكنت إلى جانبه ، فقال بعضهم : والله يا رسول الله لنعم المرء كان ، لقد كان عفيفا مسلما وكان وكان ، وأثنوا عليه خيرا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت الّذي تقول؟ فقال : يا رسول الله ذلك بدا لنا ، والله أعلم بالسرائر! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وجبت. قال : وكنّا معه في جنازة رجل من بني حارثة أو من بني عبد الأشهل ، فقال رجل : بئس المرء ما علمنا إن كان لفظّا غليظا إن كان. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت الّذي تقول؟ فقال : يا رسول الله ، الله أعلم بالسرائر ، فأمّا الّذي بدا لنا منه فذاك. فقال : وجبت ، ثمّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)» (٤).
قلت : ذيل الحديث مستنكر ، كالحديث التالي وأمثاله. إذ لا يعذّب الله أحدا بمجرّد شهادة أناس.
[٢ / ٣٥٣٠] وأخرج الطيالسي وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس ، قال : «مرّوا بجنازة فأثني عليه خيرا. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : وجبت وجبت وجبت. ومرّ بجنازة فأثني عليها بشرّ. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : وجبت وجبت. فسأله عمر فقال : من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنّة ، ومن أثنيتم عليه شرّا وجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض ، أنتم شهداء الله في الأرض. وزاد الحكيم الترمذي : ثمّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَكَذلِكَ
__________________
(١) عبد الرزّاق ١ : ٢٩٥ / ١٣٧.
(٢) الطبري ٢ : ١٢ / ١٨٠٠.
(٣) البغوي ١ : ١٧٤ ـ ١٧٥ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٩٧ ؛ الثعلبي ٢ : ٨ ، بلفظ : «يعني متوسطة أهل دين ...».
(٤) الدرّ ١ : ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ؛ الحاكم ٢ : ٢٦٨ ، باختلاف ، كتاب التفسير ، سورة البقرة ؛ ابن كثير ١ : ١٩٦ ، وفيه : «بني مسلمه» بدل «بني سلمة» وزاد بعد نقله : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».