خارجة ، ومالك بن عوف : بل نتّبع يا محمّد! ما وجدنا عليه آباءنا ، فهم كانوا أعلم وخيرا منّا ، فأنزل الله في ذلك : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا) الآية» (١).
[٢ / ٤٢٨٦] وأخرج الثعلبي عن الضحّاك عن ابن عبّاس قال : يعني هم كفّار قريش من بني عبد الدار ، قالوا : بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا من عبادة الأصنام! (٢)
[٢ / ٤٢٨٧] وقال الكلبي : يعني الّذين حرّموا على أنفسهم من الحرث والأنعام. وإذا قيل لهم : اعملوا بما أنزل الله في القرآن قالوا ... (٣).
[٢ / ٤٢٨٨] وأخرج الطستيّ عن ابن عبّاس : أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله : (ما أَلْفَيْنا) قال : يعني وجدناهم عليه من الدين. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول نابغة بن ذبيان :
فحسّبوه فألفوه كما زعمت |
|
تسعا وتسعين لم ينقص ولم يزد (٤) |
[٢ / ٤٢٨٩] وأخرج ابن جرير عن الربيع وقتادة في قوله : (أَلْفَيْنا) قالا : وجدنا (٥).
قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً)
[٢ / ٤٢٩٠] أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ) قال : كمثل البقر والحمار والشاة ؛ إن قلت لبعضهم كلاما لم يعلم ما تقول ، غير أنّه يسمع صوتك ، وكذلك الكافر إن أمرته بخير أو نهيته عن شرّ أو وعظته ، لم يعقل ما تقول ، غير أنّه يسمع صوتك! (٦)
__________________
(١) الدرّ ١ : ٤٠٥ ؛ الطبري ٢ : ١٠٧ ـ ١٠٨ / ٢٠٢٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٨١ / ١٥١١ ؛ الثعلبي ٢ : ٣٩ ؛ البغوي ١ : ١٩٨ / ١٢٠ ؛ التبيان ٢ : ٧٦ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٨٨ ، نقلا عن الضحّاك.
(٢) الثعلبي ٢ : ٤٠ ؛ الوسيط ١ : ٢٥٤.
(٣) الوسيط ١ : ٢٥٤.
(٤) الدرّ ١ : ٤٠٥ ؛ الوسيط ١ : ٢٥٤.
(٥) الدرّ ١ : ٤٠٥ ؛ الطبري ٢ : ١٠٨ / ٢٠٢٦ ـ ٢٠٢٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٨١ / ١٥١٢ ؛ التبيان ٢ : ٧٦.
(٦)الدرّ ١ : ٤٠٥ ؛ الطبري ٢ : ١٠٩ / ٢٠٣٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٨٢ / ١٥١٣ ، وزاد : وروي عن أبي العالية ومجاهد ـ وعكرمة وعطاء بن أبي رباح والحسن وقتادة وعطاء الخراساني والربيع بن أنس نحو ذلك ؛ مجمع البيان ١ : ٤٧١ ؛ الثعلبي ٢ : ٤١ ، نقلا عن ابن عبّاس وعكرمة ومجاهد وقتادة وعطاء والربيع والسدّي وأكثر المفسرين. وعن الحسن بلفظ : مثلهم فيها قبلوا من آباءهم وفيما آتيتهم به حيث لا يسمعونه ولا يعقلونه كمثل راعي الغنم الّذي نعق بها فإذا سمعت الصوت رفعت رؤوسها فاستمعت إلى الصوت والدعاء ولا تعقل منه شيئا.