صالحا فسأجعله إماما يقتدى به. وأمّا من كان منهم ظالما فلا ، ولا نعمة عين. (١)
[٢ / ٣٢٢٠] وأخرج وكيع وابن مردويه عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال : «لا طاعة إلّا في المعروف». (٢)
[٢ / ٣٢٢١] وأخرج عبد بن حميد عن عمران بن حصين : سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «لا طاعة لمخلوق في معصية الله». (٣)
هل تصلح إمامة الجائر؟
اتّفقت الأمّة على أنّ الجائر لا يصلح للإمامة ، وهي عهد الله لا يناله الظالمون. قال الإمام الرازي : اتّفق جمهور الفقهاء والمتكلّمين على أنّ الفاسق ـ حال فسقه ـ لا يجوز عقد الإمامة له واحتجّوا بقوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ، حيث المراد بالعهد هي الإمامة المشروعة التي يرتضيه ربّ العالمين! قال : وكلّ عاص فإنّه ظالم لنفسه. (٤)
[٢ / ٣٢٢٢] وقد عرفت من كلام الإمام الصادق عليهالسلام : «لا يكون السفيه إمام التقيّ!» (٥).
وهكذا استدلّ الإمام الشافعي على عدم صحّة عقد الإمامة للجائر ، لأنّه فاسق ، والفاسق ليس من أهل الولاية. قال : لأنّه لا ينظر لنفسه فكيف ينظر لغيره؟! (٦)
قال القاضي عبد الجبّار : فأمّا الذي يدلّ على وجوب كونه عدلا ، فلأنّه قد ثبت أنّ العدالة شرط في الشاهد والحاكم ، فبأن يكون شرطا في الإمام أولى. لأنّ للإمامة ما للشهادة والقضاء وزيادة. (٧)
قال جار الله الزمخشري : قوله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). أي من كان ظالما من ذرّيّتك ، لا ينال استخلافي وعهدي إليه بالإمامة. وإنّما ينال من كان عادلا بريئا من الظلم .. قالوا : في هذا دليل على أنّ الفاسق لا يصلح للإمامة ، وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته ، ولا تجب طاعته ، ولا يقبل
__________________
(١) ابن أبي حاتم ١ : ٢٢٣ / ١١٧٩ ؛ ابن كثير ١ : ١٧٢.
(٢) الدرّ ١ : ٢٨٨ ؛ ابن كثير ١ : ١٧٣ ؛ كنز العمّال ٢ : ٣٥٨ / ٤٢٣٥.
(٣) الدرّ ١ : ٢٨٨ ؛ مسند أحمد ٥ : ٦٦ ، بخلاف في اللفظ ؛ كنز العمّال ٦ : ٦٧ / ١٤٨٧٥.
(٤) التفسير الكبير ٤ : ٤٢ ، المسألة الخامسة.
(٥) الكافي ١ : ١٧٥ / ٢.
(٦) شرح العقائد النسفية ، للتفتازاني : ١١٤ (ط : كابل).
(٧) المغني في الإمامة : ٢٠١ : القسم الأوّل.