قومه ، وجعل هذه الأمّة شهداء على الناس» (١).
[٢ / ٣٥٤٩] وأخرج البغوي عن أبي سعيد الخدري قال : قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما بعد العصر ، فما ترك شيئا إلى يوم القيامة إلّا ذكره في مقامه ذلك ، حتّى إذا كانت الشمس على رؤوس النخل وأطراف الحيطان ، قال : «إنّه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلّا كما بقي من يومكم هذا ، ألا وإنّ هذه الأمّة توفّي سبعين أمّة هي آخرها وأخيرها وأكرمها على الله تعالى» (٢).
[٢ / ٣٥٥٠] وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ :) تكونوا شهداء لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم على الأمم : اليهود والنصارى والمجوس (٣).
[٢ / ٣٥٥١] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) قال : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شاهد على أمّته وهم شهداء على الامم ، وهم أحد الأشهاد الّذي قال الله عزوجل : (وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ)(٤) الأربعة : الملائكة الّذين يحصون أعمالنا ، لنا وعلينا. وقرأ قوله : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ)(٥) قال : هذا يوم القيامة. قال : والنبيّون شهداء على أممهم. قال : وأمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم شهداء على الأمم ، قال : والأطراف : الأجساد والجلود (٦).
[٢ / ٣٥٥٢] وأخرج مسلم وأبو داوود والحكيم الترمذي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يكون اللعّانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» (٧).
ملحوظة
هناك روايات وردت عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام بتفسير الأمّة بالأئمّة. ليكون الشهداء على الأمم هم أئمّة المسلمين ، حيث هم الدعاة إلى الله لكافّة الخلائق وعلى مدى الأجيال. كما كان
__________________
(١) نوادر الأصول ٤ : ١٢٤ ؛ القرطبي ٢ : ١٥٥.
(٢) البغوي ١ : ١٧٥.
(٣) الطبري ٢ : ١٤ / ١٨٠٧.
(٤) غافر ٤٠ : ٥١.
(٥) سورة ق ٥٠ : ٢١.
(٦) الطبري ٢ : ١٦ ـ ١٧ / ١٨١٧ ؛ مجمع البيان ١ : ٤١٨ ، بلفظ : «الأشهاد أربعة : الملائكة والأنبياء وأمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم والجوارح كما قال : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) الآية (النور ٣٤ : ٢٤)».
(٧) الدرّ ١ : ٣٥٢ ؛ مسلم ٨ : ٢٤ ، كتاب البرّ والصلة والآداب ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها ؛ أبو داوود ٢ : ٤٥٨ / ٤٩٠٧ ، باب ٥٣ ؛ نوادر الأصول ١ : ٣٦٤ ، الأصل ٧١ ؛ الحاكم ١ : ٤٨ ؛ كنز العمّال ٣ : ٦١٥ / ٨١٧٩.