أهلك نفسه وأوبقها (١).
[٢ / ٣٤٠١] وعن أبي مسلم قال : جهل نفسه بما فيها من الآيات الدالّة على أنّ لها صانعا ، ليس كمثله شيء (٢).
[٢ / ٣٤٠٢] وقال ابن عبّاس : خسر نفسه (٣).
قوله تعالى : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)
[٢ / ٣٤٠٣] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ) قال : اخترناه (٤).
[٢ / ٣٤٠٤] وعن ابن عبّاس في قوله : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) قال : معناه لمع الصالحين. أي : مع آبائه الأنبياء في الجنّة (٥).
[٢ / ٣٤٠٥] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ :) وذلك أنّ عبد الله بن سلام دعا ابنى أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما : ألستما تعلمان أنّ الله ـ عزوجل ـ قال لموسى : إنّي باعث نبيّا من ذرّيّة إسماعيل ، يقال له أحمد يحيد بأمّته عن النار ، وأنّه ملعون من كذّب بأحمد النبيّ ، وملعون من لم يتّبع دينه؟ فأسلم سلمة وأبي مهاجر ورغب عن الإسلام ، فأنزل الله (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) يعني الإسلام ثمّ استثنى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) يعني إلّا من خسر نفسه من أهل الكتاب (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا) يعني إبراهيم يعني اخترناه بالنبوّة والرسالة في الدنيا (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)(٦).
قوله تعالى : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)
[٢ / ٣٤٠٦] أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِ
__________________
(١) أبو الفتوح ٢ : ١٧٤ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩ ، بلفظ : «أي أوبق نفسه وأهلكها».
(٢) مجمع البيان ١ : ٣٩٦ ؛ التبيان ١ : ٤٧٠ ؛ البغوي ١ : ١٦٩ ، عن ابن كيسان والزّجاج ، بلفظ : «معناه جهل نفسه».
(٣) البغوي ١ : ١٦٩ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٧٤ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩.
(٤) الدرّ ١ : ٣٣٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٣٨ / ١٢٧١.
(٥) مجمع البيان ١ : ٣٩٦ ؛ البغوي ١ : ١٦٩ ؛ الثعلبي ١ : ٢٧٩.
(٦) تفسير مقاتل ١ : ١٣٩ ـ ١٤٠.