الحديث أيضا.
قال الشيخ أبو عبد الله المفيد رحمهالله : والّذي ثبت في هذا الباب ، أنّ الأرواح بعد فراق الأجساد على ضربين : منها ما ينقل إلى الثواب والعقاب ، ومنها ما يبطل ، فلا يشعر بثواب ولا عقاب (١).
قلت : وبذلك ثبتت الرواية عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
[٢ / ٣٩٨٥] روى المفيد بالإسناد إلى أبي بكر الحضرمي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : «لا يسأل في القبر إلّا من محض الإيمان محضا ، أو محض الكفر محضا. قال الحضرمي : فقلت :
فسائر الناس؟ فقال : يلهى عنهم» (٢).
[٢ / ٣٩٨٦] وروى الكليني بالإسناد إلى عبد الله بن سنان عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «إنّما يسأل في قبره من محض الإيمان أو الكفر محضا. وأمّا ما سوى ذلك فيلهى عنه» (٣).
وهكذا روى بالإسناد إلى الإمام أبي جعفر عليهالسلام مثله.
[٢ / ٣٩٨٧] وكذا عن محمّد بن مسلم عن الصادق عليهالسلام قال : «لا يسأل في القبر إلّا من محض الإيمان محضا ، أو محض الكفر محضا» (٤).
قال الشيخ أبو عبد الله المفيد : والّذي ثبت من الحديث في هذا الباب أنّ الأرواح بعد موت الأجساد على ضربين ، منها : ما ينقل إلى الثواب والعقاب. ومنها : ما يبطل فلا يشعر بثواب ولا عقاب.
[٢ / ٣٩٨٨] قال : وقد روي عن الصادق عليهالسلام ما ذكرنا في هذا المعنى وبيّنّاه. فقد سئل عمّن مات في هذه الدار ، أين تكون روحه؟ فقال عليهالسلام : من مات وهو ماحض للإيمان محضا أو ماحض للكفر محضا ، نقلت روحه من هيكله إلى مثله في الصورة (٥) ، وجوزي بأعماله إلى يوم القيامة. فإذا بعث
__________________
(١) تصحيح الاعتقاد : ٨٨. (ج ٥ مصنّفات المفيد).
(٢) البحار ٦ : ٢٣٥ / ٥٢ ؛ ورواه الكليني بنفس الإسناد ، إلّا أنّه قال : والآخرون يلهى عنهم. الكافي ٣ : ٢٣٧ / ٤٧٢٠ ، والبحار ٦ : ٢٦٠ / ٩٧.
(٣) الكافي ٣ : ٢٣٥ / ٤٧١٤ ؛ البحار ٦ : ٢٦٠ / ٩٨.
(٤) الكافي ٣ : ٢٣٦ / ٤٧١٦ ؛ البحار ٦ : ٢٦٠ / ١٠٠.
(٥) هذا إشارة إلى الأبدان المثاليّة (المصطلح عنها بالأبدان البرزخيّة) وقد جاء ذكرها في لفيف من روايات الباب. وسنتعرّض لتفنيد هذا الرأي في مجاله إن شاء الله.