قوله تعالى : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ)
[٢ / ٣١٥٧] قال الطبرسي : في قوله : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) اختلف في معناه على وجوه إلى قوله : وثالثها ما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام : «أنّ حقّ تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنّة والنار ، يسأل في الأولى ، ويستعيذ من الأخرى». (١)
[٢ / ٣١٥٨] وروى الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، بالإسناد إلى جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ، في قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ،) قال : «يرتّلون آياته ويتفقّهون به ، ويعملون بأحكامه ، ويرجون وعده ويخافون وعيده ، ويعتبرون بقصصه ، ويأتمرون بأوامره ، وينتهون بنواهيه. ما هو والله حفظ آياته ودرس حروفه وتلاوة سوره ودرس أعشاره وأخماسه ، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده ، وإنّما هو تدبّر آياته والعمل بأحكامه ؛ قال الله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ»)(٢). (٣)
[٢ / ٣١٥٩] وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) قال : يتّبعونه حقّ اتّباعه. (٤)
[٢ / ٣١٦٠] وأخرج عن عكرمة قال : يتّبعونه حقّ اتّباعه ، أما سمعت قول الله ـ عزوجل ـ : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)(٥) قال : إذا تبعها. (٦)
[٢ / ٣١٦١] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. والحاكم وصحّحه عن ابن عبّاس في قوله : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) قال : يحلّون حلاله ويحرّمون حرامه ، ولا يحرّفونه عن مواضعه. (٧)
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٢٠ / ٣٣٧ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٧١ ؛ التبيان ١ : ٤٤٢ ؛ البرهان ١ : ٣١٧ / ٣ ، بلفظ : «الوقوف عند الجنّة والنّار» ؛ العيّاشي ١ : ٧٦ / ٨٤.
(٢) سوره ص ٣٨ : ٢٩.
(٣) البرهان ١ : ٣١٧ / ٤ ؛ إرشاد القلوب ١ : ١٦١ ، الباب العشرون في قراءة القرآن المجيد.
(٤) الطبري ١ : ٧٢٥ / ١٥٧١ ؛ ابن كثير ١ : ١٦٩ ، وكذا عن ابن عبّاس وعكرمة وعطاء وأبي رزين وإبراهيم النخعي ؛ التبيان ١ : ٤٤١ ؛ الثعلبي ١ : ٢٦٧ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٧٠ ـ ٣٧١ ، عن مجاهد وقتادة وابن مسعود.
(٥) الشمس ٩١ : ٢.
(٦) الطبري ١ : ٧٢٤ / ١٥٧٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١٨ / ١١٥٩.
(٧) الدرّ ١ : ٢٧٢ ؛ الطبري ١ : ٧٢٤ / ١٥٦٣ ، بطريقين ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١٨ / ١١٥٧ ؛ الحاكم ٢ : ٢٦٦.