تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) قال : منهم أصحاب محمّد الّذين آمنوا بآيات الله وصدّقوا بها. قال : وذكر لنا أنّ ابن مسعود كان يقول : والله إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ، ويقرأه كما أنزله الله ، ولا يحرّف عن مواضعه. (١)
[٢ / ٣١٥٢] وأخرج عبد الرزّاق وابن جرير من طرق عن ابن مسعود قال : في قوله : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) قال : أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ، ويقرأه كما أنزل الله ولا يحرّف الكلم عن مواضعه ، ولا يتأوّل منه شيئا غير تأويله. (٢)
[٢ / ٣١٥٣] وأخرج عبد الرزّاق عن قتادة في قوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) قال : هم اليهود والنصارى. (٣)
[٢ / ٣١٥٤] وقال ابن زيد : هم من أسلم من بني إسرائيل. (٤)
[٢ / ٣١٥٥] وعن ابن عبّاس قال : نزلت في أهل السفينة الّذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة ، وكانوا أربعين رجلا ، اثنان وثلاثون من الحبشه ، وثمانية من رهبان الشام ، منهم بحيرا. (٥)
[٢ / ٣١٥٦] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ ذكر مؤمني أهل التوراة ؛ عبد الله بن سلام وأصحابه فقال ـ عزوجل ـ : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) يعني أعطيناهم التوراة (يَتْلُونَهُ) يعني نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في التوراة (حَقَّ تِلاوَتِهِ) في التوراة ولا يحرّفون نعته (أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) يقول : أولئك يصدّقون بمحمّد يعني عبد الله بن سلام وأصحابه. ثمّ قال : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) يعني بمحمّد من أهل التوراة (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) في العقوبة. (٦)
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٧٣ ؛ الطبري ١ : ٧٢٣ / ١٥٦٠ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٨٨ / ١١٣ ؛ القرطبي ٢ : ٩٥ ، في قوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) قال قتادة : هم أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ زاد : «والكتاب على هذا التأويل : القرآن» ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١٨ / ١١٦١.
(٢) الدرّ ١ : ٢٧٢ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٨٨ / ١١٣ ؛ الطبري ١ : ٧٢٤ / ١٥٦٥ ، بتفاوت.
(٣) الدرّ ١ : ٢٧٢ ؛ عبد الرزّاق ٢ : ٤٦ / ٧٨٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١٨ / ١١٥٦.
(٤) القرطبي ٢ : ٩٥. وزاد : «والكتاب على هذا التأويل : التوراة» ؛ التبيان ١ : ٤٤١ وزاد : «والكتاب على قوله : التوراة».
(٥) مجمع البيان ١ : ٣٧٠ ؛ الثعلبي ١ : ٢٦٦ ؛ البغوي ١ : ١٦١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ١٣٥ ـ ١٣٦.
(٦) تفسير مقاتل ١ : ١٣٥.