[٢ / ٤٨٩٧] وعن جبير بن نفير قال : كتب عمر إلى عمير بن سعد (١) ينهاه الركعتين بعد العصر ، فقال أبو الدرداء (٢) : أمّا أنا فلا أتركهما ، فمن شاء أن ينحضج فلينحضج!
(يقال : انحضع الرجل : إذا التهب غضبا واتّقد من الغيظ وأيضا ، انحصح : ضرب بنفسه الأرض غيظا)
فقوله : «فمن شاء ينحضج فلينحضج» أي يتّقد من الغيظ وينشقّ انشقاقا! (٣)
[٢ / ٤٨٩٨] وعن أنس بن سيرين قال : خرجت مع أنس بن مالك إلى أرضه ببذق سيرين ، وهي رأس خمسة فراسخ ، فحضرت صلاة العصر ، فأمّنا قاعدا على بساط السفينة ، فصلّى بنا ركعتين ، ثمّ سلّم. ثمّ صلّى ركعتين.
وقد أطال ابن حزم في الردّ على زاعمي المنع من التنفّل بعد العصر ، وعدّد أكابر الصحابة ممّن كانوا يأتون به ، وكذا أمّهات المؤمنين : عائشة وأمّ سلمة وميمونة وهكذا كبار التابعين وعدّدهم ، ومن ثمّ لم يعبه بما رووه في المنع ، لضعف السند ولقصور دلالتها على التحريم ، فيما فصّله من الكلام فيها ، وقال أخيرا : وبه نأخذ (٤) أي بما عمل به هؤلاء الأعلام.
* * *
[٢ / ٤٨٩٩] وزيادة على ما سبق نورد ما أخرجه البخاري ـ في الصحيح ـ عن عبد الرحمان بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت : ركعتان لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعهما سرّا ولا علانية : ركعتان قبل صلاة الصبح وركعتان بعد العصر.
[٢ / ٤٩٠٠] وعن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير قال : قالت عائشة : ابن أختي ، ما ترك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم السجدتين بعد العصر عندي قطّ.
[٢ / ٤٩٠١] وعن شعبة عن أبي إسحاق قال : رأيت الأسود ومسروقا شهدا على عائشة قالت : ما كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتيني في يوم بعد العصر إلّا صلّى ركعتين (٥).
__________________
(١) هو عمير بن سعد الأنصاري الأوسي ، صحابي وشهد فتوح الشام واستعمله عمر على حمص ، وكان معجبا به وكان يسمّيه نسيج وحده. وكان عمر يتمنّى أن يكون له رجال مثل عمير يستعين بهم على أمور المسلمين.
(٢) الصحابيّ الكبير نزل الشام وتوفّي بها.
(٣) لسان العرب ٢ : ٢٣٨.
(٤) المحلّى ٣ : ٣ ـ ٧.
(٥) البخاري ١ : ١٤٦ ـ ١٤٧.