[٢ / ٤٨٠٦] منها موثّقة ابن بكير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «صم للرؤية وأفطر للرؤية ، وليس رؤية الهلال أن يجيء الرجل والرجلان فيقولان : رأينا ، إنّما الرؤية أن يقول القائل : رأيت ، فيقول القوم : صدق» (١).
فإنّ تصديق القوم كناية عن شياع الرؤية بينهم من غير نكير ، فيكون ذلك موجبا لليقين!
قال : أمّا إذا لم يره بنفسه ولم يتحقّق له العلم الوجداني بثبوت الهلال ، فلا محالة ينتقل الدّور إلى الطريق العلميّ الّذي هو حجّة شرعيّة.
وهل يثبت الهلال بإخبار عدل واحد؟
قال ـ طاب ثراه ـ : نحن وإن كنّا نعتبر خبر العدل ، بل خبر مطلق الثقة ، حجّة في الموضوعات كما في الأحكام ، استنادا إلى بناء العقلاء وسيرتهم على اعتباره ، سواء في الأحكام أم في الموضوعات ، ما عدا موارد خاصّة خرجت بالدليل ، كما في باب القضاء والحدود وسائر الجنايات.
إلّا أنّ هنا في مسألة الهلال ، استفاضت الروايات الناطقة بعدم ثبوت الهلال ـ كالطلاق ـ إلّا بشهادة عدلين (٢) ، وقد مرّت عليك وتجدها مجموعة في الوسائل (٣).
* * *
وذهب الشيخ الفقيه الأجلّ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز الملقّب بسلّار (٤) ، إلى ثبوت الهلال بشهادة العدل الواحد. قال : ويعرف دخول شهر رمضان برؤية الأهلّة ، إذا تظاهرت ، أو شهد بها في أوّله واحد عدل. وفي آخره اثنان عدلان. وإن تعذّرت رؤية الأهلّة ، فالعدد (٥).
__________________
(١) الوسائل ١٠ : ٢٩١ / ١٤ ، باب ١١.
(٢) مستند العروة الوثقى (محاضرات السيد الأستاذ ـ) بقلم الفاضل البروجردي ـ كتاب الصوم ـ ٢ : ٦٣ ـ ٦٥.
(٣) الوسائل ١٠ : ٢٨٦ ـ ٢٨٩ ، باب ١١.
(٤) كان متكلّما أصوليّا فقيها أديبا نحويّا ذا شهرة واسعة بين العلماء ، يقفون عند أقواله وينقلونها في كتبهم. قال السيّد الأمين : وحسبك أن يكون من أجلّة تلامذة المفيد والمرتضى. وقال العلّامة في الخلاصة : شيخنا المتقدّم في الفقه والأدب. كان ثقة وجها. توفّي : ٤٦٣. (أعيان الشيعة ٧ : ١٧٠).
(٥) المراسم العلويّة : ٩٤.