[٢ / ٤٧٣٠] وأخرج الثعلبي عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «لا تقولوا رمضان ، انسبوه كما نسبه الله تعالى في القرآن فقال : شهر رمضان» (١).
[٢ / ٤٧٣١] وأخرج وكيع وابن جرير عن مجاهد قال : لا تقل : رمضان ، فإنّك لا تدري ما رمضان ، لعلّه اسم من أسماء الله ـ عزوجل ـ ولكن قل : شهر رمضان ، كما قال الله عزوجل! (٢)
[٢ / ٤٧٣٢] وروى أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي عن أبي الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه كان يقول : «لا تقولوا رمضان ، فإنّكم لا تدرون ما رمضان ، فمن قال فليتصدّق وليصم كفّارة لقوله ، ولكن قولوا كما قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ»)(٣).
قال العلّامة المجلسي : لعلّه على الفضل والأولويّة ، فإنّ الّذي يقول : رمضان ، إنّما يريد الشهر ، إمّا بحذف المضاف أو صار بكثرة الاستعمال علما للشهر. والدليل على ذلك أنّه ورد في كثير من الأخبار «رمضان» بلا إضافة «شهر» (٤). قال : إلّا أنّ الأحوط هو العمل وفق هذا الخبر (٥).
* * *
وقال أبو عبد الله القرطبي : واختلف هل يقال : «رمضان» دون أن يضاف إليه شهر؟ فكره ذلك مجاهد وقال : يقال ـ كما قال الله تعالى ـ : (شَهْرُ رَمَضانَ) وفي الخبر : «لا تقولوا رمضان ، بل انسبوه كما نسبه الله في القرآن ، فقال : (شَهْرُ رَمَضانَ)(٦). وكان يقول : بلغني أنّه اسم من أسماء الله ، وكان
__________________
(١) الثعلبي ٢ : ٦٧. قال البستى : أنس هذا هو : أنس بن أبي أنس ، والد مالك بن أنس ، واسم أبي أنس مالك بن أبي عامر من ثقات أهل المدينة ، وكان من أقيال اليمن. (القرطبي ٢ : ٢٩٢).
(٢) الدرّ ١ : ٤٤٣ ؛ الطبري ٢ : ١٩٥ / ٢٣٠٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٢٢ ، وعن محمّد بن كعب ؛ البغوي ١ : ٢١٦ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٢ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٣١٠ / ١٦٤٨ ، نقلا عن محمّد بن كعب القرظي وسعيد بن أبي هريرة وزاد : وروى عن مجاهد نحو ذلك. ورخّص فيه ابن عبّاس وزيد بن ثابت ؛ الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ٥٢ / ٧٤٣٣ ، رواه موقوفا على أبي هريرة ؛ كنز العمّال ٨ : ٤٨٤ / ٢٣٧٤٣ ؛ البيهقي ٤ : ٢٠١ ، موقوفا على أبي هريرة.
(٣) الجعفريّات (الأشعثيّات) : ٥٩ ؛ البحار ٩٣ : ٣٧٧ ؛ مستدرك الوسائل ٧ : ٤٣٨. قال السيّد ابن طاووس ـ في كتاب إقبال الأعمال ١ : ٢٩ ـ : هذا الحديث وقف على مولانا عليّ ـ صلوات الله عليه ـ وقد روينا : أن كلّما روي عن مولانا عليّ فهو عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٤) سنذكرها تباعا.
(٥) مرآت العقول ١٦ : ٢١٣ ـ ٢١٤.
(٦) سبق في حديث أنس عن تفسير الثعلبي ٢ : ٦٧.