[٢ / ٤٢٩١] وأخرج الطستيّ عن ابن عبّاس : أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ) قال : شبّه الله أصوات المنافقين والكفّار بأصوات البهم ، أي بأنّهم لا يعقلون. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول :
هضيم الكشح لم يغمز ببؤس |
|
ولم ينعق بناحية الرباق (١) |
[٢ / ٤٢٩٢] وقال عليّ بن إبراهيم في الآية : فإنّ البهائم إذا زجرها صاحبها فإنّها تسمع الصوت ولا تدري ما يريد ، وكذلك الكفّار إذا قرأت عليهم وعرضت عليهم الإيمان لا يعلمون ، مثل البهائم (٢).
[٢ / ٤٢٩٣] وأخرج عبد الرزّاق عن معمر عن قتادة قال : هذا مثل ضربه الله تعالى للكافر ، يقول : مثل هذا الكافر كمثل البهيمة الّتي تسمع الصوت ولا تدري ما يقال لها ، فكذلك الكافر ، يقال له ولا ينتفع بما يقال له (٣).
[٢ / ٤٢٩٤] وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) يقول : صمّ عن الحقّ فلا يسمعونه ولا ينتفعون به ولا يعقلونه ، عمي عن الحقّ والهدى فلا يبصرونه ، بكم عن الحقّ فلا ينطقون به (٤).
[٢ / ٤٢٩٥] وأخرج عن ابن عبّاس في قوله : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) يقول : لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه (٥).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٤٠٥. والرباق : جمع الربقة ، بكسر الراء وفتحها ، وهي الحبل والحلقة تشدّ بها البهائم.
(٢) القمي ١ : ٦٤ ؛ البرهان ١ : ٣٧٧ ؛ البحار ٩ : ١٨٧ / ١٧ ، باب ١.
(٣) عبد الرزاق ١ : ٣٠٠ / ١٥٤ ؛ مجمع البيان ١ : ٤٧١ ، بمعناه ؛ الثعلبي ٢ : ٤١ ، بمعناه ؛ الطبري ٢ : بعد رقم ٢٠٣٢.
(٤) الطبري ٢ : ٢٠٣٨.
(٥) المصدر / ٢٠٤٠.