بيت في الجنّة وبيت في النار ، وهو يوم الحسرة. قال فيرى أهل النار الّذين في الجنّة ، فيقال لهم : لو عملتم ، فتأخذهم الحسرة. قال : فيرى أهل الجنّة البيت الّذي في النار ، فيقال : لو لا أن منّ الله عليكم (١).
[٢ / ٤٢٣٦] وقال الطبرسي في قوله تعالى : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ :) أي يخلدون فيها. بيّن سبحانه في الآية أنّهم يتحسّرون في وقت لا تنفعهم فيه الحسرة وذلك ترغيب في التحسّر في وقت تنفع فيه الحسرة. وأكثر المفسّرين على أنّ الآية واردة في الكفّار ، كابن عبّاس وغيره. (٢) وذلك لما ثبت أنّ الخلود في النار إنّما يخصّ من لم يمت عن إيمان.
[٢ / ٤٢٣٧] وعن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله ، فورّثه رجلا فأنفقه في طاعة الله سبحانه فدخل به الجنّة ودخل به الأوّل النار» (٣).
وهكذا روي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام (٤).
[٢ / ٤٢٣٨] وروى الكليني بإسناده إلى عثمان بن عيسى عمّن حدّثه عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله ـ عزوجل ـ : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) قال : «هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا ، ثمّ يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو في معصية الله ، فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له ، وإن كان عمل به في معصية الله قوّاه بذلك المال حتّى عمل به في معصية الله ـ عزوجل ـ» (٥).
__________________
(١) الطبري ٢ : ١٠٣ / ٢٠١٥ و ٩ : ١١٠ / ١٧٨٨٦ ، سورة مريم ؛ الحاكم ٤ : ٤٩٧ ـ ٤٩٨ ، الرواية مطوّلة ، وكذا جاءت في تفسير ابن كثير ٣ : ١٢٩.
(٢) مجمع البيان ١ : ٤٦٥.
(٣) نور الثقلين ١ : ١٥٢ ؛ نهج البلاغة ٤ : ١٠٠ ، الحكمة ٤٢٩ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢١٥ ؛ البحار ١٠٠ : ١٢ / ٥٧.
(٤) مجمع البيان ١ : ٤٦٥ ؛ التبيان ٢ : ٦٩ ؛ أمالي المفيد : ٢٠٥ / ٣٥ ، المجلس ٢٣ ؛ البحار ٧٠ : ١٤٣ / ٢٥ ، باب ١٢٣.
(٥) نور الثقلين ١ : ١٥١ ـ ١٥٢ ؛ الكافي ٤ : ٤٢ ـ ٤٣ / ٢ ، أبواب الصدقة ، باب الإنفاق ؛ الفقيه ٢ : ٦٢ / ١٧١٣ ، كتاب الخمس ، باب ١٦ (فضل السخاء والجود) ؛ العيّاشيّ ١ : ٩١ ـ ٩٢ / ١٤٥ ؛ البحار ٧٠ : ١٤٢ / ٢٠ ، باب ١٢٢.