رياحا ولا تجعلها ريحا». قال ابن عبّاس : والله إنّ تفسير ذلك في كتاب الله (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً)(١). (أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ)(٢) وقال : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ)(٣)(أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ)(٤)(٥).
قلت : وينقضه قوله تعالى : (وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ)(٦). وقوله : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ)(٧). وقوله : (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ)(٨).
[٢ / ٤١٩٠] وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصحّحه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبيّ بن كعب قال : لا تسبّوا الريح فإنّها من نفس الرحمان قوله : (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ) ولكن قولوا : اللهمّ إنّا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، ونعوذ بك من شرّها وشرّ ما أرسلت به (٩).
[٢ / ٤١٩١] وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد قال : الريح من روح الله ، فإذا رأيتموها فاسألوا الله من خيرها وتعوّذوا بالله من شرّها (١٠).
[٢ / ٤١٩٢] وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدة عن أبيها قال : إنّ من الرياح رحمة ومنها رياح عذاب ، فإذا سمعتم الرياح فقولوا : اللهمّ اجعلها رياح رحمة ولا تجعلها رياح عذاب (١١).
[٢ / ٤١٩٣] وأخرج الشافعي عن صفوان بن سليم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تسبّوا الريح ،
__________________
(١) فصّلت ٤١ : ١٦.
(٢) الذاريات ٥١ : ٢٨.
(٣) الحجر ١٥ : ٢٢.
(٤) الروم ٣٠ : ٤٦.
(٥) الأمّ ١ : ٢٨٩ ، كتاب الاستسقاء ، باب القول في الإنصاف عن رؤية السحاب والريح ؛ الدرّ ١ : ٣٩٩ ؛ العظمة ٤ : ١٣٥١ ـ ١٣٥٢ / ٨٧١ ـ ٧٥.
(٦) يونس ١٠ : ٢٢.
(٧) الأنبياء ٢١ : ٨١.
(٨) سورة ص ٣٨ : ٣٦.
(٩) الدرّ ١ : ٣٩٦ ؛ المصنّف ٧ : ٣١ / ٢ ، كتاب الدعاء ، باب ١٣ (ما يدعى به للريح إذا هبّت» ، بلفظ : عن أبيّ قال : لا تسبّوا الريح فإذا رأيتم منها ما تكرهون فقولوا : اللهمّ إنّا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ونعوذ بك من شرّ هذه الريح وشرّ ما فيها وشرّ ما أرسلت به ؛ الحاكم ٢ : ٢٧٢ ؛ وفيه : «ونعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها وشر ما أرسلت به» ؛ الشعب ٤ : ٣١٥ / ٥٢٣٤ ؛ الترمذي ٣ : ٣٥٥ / ٢٣٥٣ ، باب ٥٦ ؛ النسائي ٦ : ٢٣١ / ١٠٧٦٩ ؛ كنز العمّال ٣ : ٦٠١ / ٨١٠٩ ؛ القرطبي ٢ : ١٩٧ ، بلفظ : روي عن النبيّ عليهالسلام أنّه قال : «لا تسبّوا الريح فإنّها من نفس الرحمان».
(١٠) الدرّ ١ : ٣٩٦.
(١١) الدرّ ١ : ٣٩٦ ـ ٣٩٧.