[٢ / ٤١٦٢] وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) قال : الكافر إذا وضع في حفرته ضرب ضربة بمطرق ، فيصيح صيحة يسمع صوته كلّ شيء إلّا الثقلين الجنّ والإنس ، فلا يسمع صيحته شيء إلّا لعنه (١).
[٢ / ٤١٦٣] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) قال : قال البراء بن عازب : إنّ الكافر إذا وضع في قبره أتته دابّة كأنّ عينيها قدران من نحاس ، معها عمود من حديد ، فتضربه ضربة بين كتفيه فيصيح ، لا يسمع أحد صوته إلّا لعنه ، ولا يبقى شيء إلّا سمع صوته إلّا الثقلين الجنّ والإنس (٢).
[٢ / ٤١٦٤] وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن مجاهد في قوله : (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) قال :
إنّ البهائم إذا اشتدّت عليهم السنة قالت : هذا من أجل عصاة بني آدم ، لعن الله عصاة بني آدم (٣).
[٢ / ٤١٦٥] وأخرج عبد الرزّاق وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله : (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) قال : إذا أجدبت البهائم دعت على فجّار بني آدم ، فقالت : تحبس عنّا الغيث بذنوبهم (٤).
[٢ / ٤١٦٦] وقال الطبرسيّ : فإن قيل : كيف قال : (وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وفي الناس من لا يلعن الكافر؟ فالجواب من وجوه : أحدها أنّ كلّ أحد من الناس يلعن الكافر ، إمّا في الدنيا ، وإمّا في الآخرة ، أو فيهما جميعا ، كما قال : (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً)(٥) ، عن أبي العالية (٦).
[٢ / ٤١٦٧] وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق محمّد بن مروان ، أخبرني الكلبيّ عن أبي
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٩١ ؛ الطبري ٢ : ٧٧ / ١٩٧٨ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٦١ ؛ الثعلبي ٢ : ٣٠.
(٢) الدرّ ١ : ٣٩١ ؛ الطبري ٢ : ٧٧ / ١٩٧٧ ؛ الثعلبي ٢ : ٣٠ ؛ القرطبي ٢ : ١٨٧ ، بلفظ : وقال البراء بن عازب وابن عبّاس : (اللاعنون) كلّ المخلوقات ما عدا الثقلين ، الجنّ والإنس ؛ وذلك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «الكافر إذا ضرب في قبره فصاح ، سمعه الكلّ إلّا الثقلين ولعنه كلّ سامع».
(٣) الدرّ ١ : ٣٩١ ؛ الطبري ٢ : ٧٥ ـ ٧٦ / ١٩٧١ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٦٢.
(٤) الدرّ ١ : ٣٩٠ ـ ٣٩١ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٨٩ / ١١٧ ، بلفظ : قال : البهائم. إذا اشتدّت الأرض ، قالت البهائم : هذا من أجل عصاة بني آدم ، لعن الله عصاتهم ؛ الثعلبي ٢ : ٣٠ ، بلفظ : وقال مجاهد : اللاعنون : البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدّت السنة وأمسك المطر ، وقالت : هذا من شؤم ذنوب بني آدم ؛ البغوي ١ : ١٩٤.
(٥) العنكبوت ٢٩ : ٢٥.
(٦) مجمع البيان ١ : ٤٥٠.