صالح عن ابن مسعود في هذه الآية قال : هو الرجل يلعن صاحبه في أمر يرى أنّه قد أتى إليه ، فترتفع اللعنة في السماء سريعا ، فلا تجد صاحبها الّتي قيلت له أهلا ، فترجع إلى الّذي تكلّم بها فلا تجده لها أهلا ، فتنطلق فتقع على اليهود فهو قوله : (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) فمن تاب منهم ارتفعت عنه اللعنة ، فكانت في من بقي من اليهود وهو قوله : إن الذين تابوا ... الآية (١).
[٢ / ٤١٦٨] وروي عن الإمام أبي محمّد العسكرى عليهالسلام : ثمّ قال الله عزوجل : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) من كتمانه (وَأَصْلَحُوا) أعمالهم ، وأصلحوا ما كانوا أفسدوه بسوء التأويل ، فجحدوا به فضل الفاضل واستحقاق المحقّ ، (وَبَيَّنُوا) ما ذكره الله تعالى من نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفته ، ومن ذكر علي عليهالسلام وحليته ، وما ذكره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) أقبل توبتهم (وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(٢).
[٢ / ٤١٦٩] وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير قال : إنّ أوّل شيء كتب بالقلم : أنا التوّاب أتوب على من تاب (٣).
[٢ / ٤١٧٠] وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله : (خالِدِينَ فِيها) يقول : خالدين في جهنّم في اللعنة. وفي قوله : (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) ويقول : لا ينظرون فيعتذرون (٤).
[٢ / ٤١٧١] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) قال : لا يؤخّرون (٥).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٩١ ـ ٣٩٢ ؛ الشعب ٤ : ٣٠٣ / ٥١٩٢ ؛ الثعلبي ٢ : ٣٠ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٦١ ـ ٢٦٢ ؛ القرطبي ٢ : ١٨٧ ، نقلا عن ابن مسعود والسدّي.
(٢) البرهان ١ : ٣٦٩ ـ ٣٧٠ / ١ ؛ تفسير الإمام : ٥٧١ ـ ٥٧٢ / ضمن رقم ٣٣٣ ؛ البحار ٣٦ : ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٣) الدرّ ١ : ٣٩٣ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧٠ / ١٤٥٣ ؛ الحلية ٩ : ١٩ ، بلفظ : أوّل ما كتب بالقلم : إنّي أنا التوّاب أتوب على من تاب.
(٤) الدرّ ١ : ٣٩٤ ؛ الطبري ٢ : ٨١ ـ ٨٢ / ١٩٨٥ ، و ١٩٨٦ وزاد بعد قوله «فيعتذرون» : كقوله : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ. وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) المرسلات ٧٧ : ٣٥ / ٣٦ ؛ الثعلبي ٢ : ٣١ ؛ البغوي ١ : ١٩٤ ؛ التبيان ٢ : ٥١ ، بلفظ : «والهاء في قوله «فيها» عائدة على اللعنة في قول الزجاج وقال أبو العالية : هي عائدة إلى النار ومعنى قوله (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) على قول أبي العالية : رفع لإيهام الاعتذار ، كما قال : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) لئلّا يتوهّم أنّ التوبة والإنابة هناك تنفع» ؛ مجمع البيان ١ : ٤٥٠ ، وفيه : في تفسير قوله : وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ : أي لا يمهلون للاعتذار كما قال سبحانه : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) قطعا لطمعهم في التوبة.
(٥) الدرّ ١ : ٣٩٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٧٢ / ١٤٥٩ ؛ الوسيط ١ : ٢٤٥ ، بلفظ : لا يمهلون للرجعة ولا للتوبة ولا للمعذرة.