بن مهران ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قال لي : ما حبسك عن الحجّ؟ قال : قلت : جعلت فداك وقع عليّ دين كثير وذهب مالي ، وديني الّذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي ، فلو لا أنّ رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج ، فقال لي : «إن تصبر تغتبط (١) وإلّا تصبر ينفذ الله مقاديره ، راضيا كنت أم كارها».
[٢ / ٣٨٢٢] وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : «الصبر صبران : صبر عند المصيبة ، حسن جميل وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرّم الله ـ عزوجل ـ عليك. والذّكر ذكران : ذكر الله ـ عزوجل ـ عند المصيبة ، وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرّم عليك ، فيكون حاجزا».
[٢ / ٣٨٢٣] وعن أبي عليّ الأشعري ، عن الحسن بن عليّ الكوفي عن العبّاس بن عامر ، عن العرزمي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلّا بالقتل والتجبّر ، ولا الغنى إلّا بالغصب والبخل ، ولا المحبّة إلّا باستخراج الدّين (٢) واتّباع الهوى ؛ فمن أدرك ذلك الزّمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة (٣) وهو يقدر على المحبّة ، وصبر على الذلّ وهو يقدر على العزّ ، آتاه الله ثواب خمسين صدّيقا ممّن صدّق بي».
[٢ / ٣٨٢٤] وعن أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل بن مهران ، عن درست بن أبي منصور ، عن عيسى بن بشير ، عن أبي حمزة قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : لمّا حضرت أبي عليّ بن الحسين عليهماالسلام الوفاة ضمّني إلى صدره وقال : «يا بنيّ أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به ؛ يا بنيّ اصبر على الحقّ وإن كان مرّا!»
[٢ / ٣٨٢٥] وعن يونس بن عبد الرحمان رفعه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «الصبر صبران : صبر على البلاء ، حسن جميل ، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم».
[٢ / ٣٨٢٦] وعن أحمد بن محمّد بن عيسى قال : أخبرني يحيى بن سليم الطائفي قال : أخبرني عمرو بن شمر اليماني ، يرفع الحديث إلى عليّ عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الصبر ثلاثة : صبر عند
__________________
(١) أي يعلو شأنك ويحسن حالك فتحسد ، يقال : غبطه أي عظم في عينه وتمنّى مثل حاله. ولكن من دون أن يريد زوالها عنه.
(٢) أي المحاولة لإبعاد الدين عن الحياة!
(٣) أي بغضة الناس له لعدم اتّباعه أهواءهم.