الرضا بالقضاء ، وبركة الموت بعد العيش ، وبرد العيش بعد الموت ، ولذّة المنظر إلى وجهك ، وشوقا إلى رؤيتك ولقائك ، من غير ضرّاء مضرّة ، ولا فتنة مضلّة ، اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهديّين ، اللهمّ اهدنا فيمن هديت ، اللهمّ إنّي أسألك عزيمة الرشاد والثبات في الأمر والرشد ، وأسألك شكر نعمتك وحسن عافيتك وأداء حقّك ، وأسألك يا ربّ قلبا سليما ولسانا صادقا ، وأستغفرك لما تعلم ، وأسألك خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم ، فإنّك تعلم ولا نعلم وأنت علّام الغيوب» (١).
[٢ / ٣٧٤٥] وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي الجلد قال : قرأت في مساءلة موسى عليهالسلام ، أنّه قال : يا ربّ كيف لي أن أشكرك وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازي بها عملي كلّه؟ فأتاه الوحي : أن يا موسى الآن شكرتني (٢).
[٢ / ٣٧٤٦] وأخرج الخرائطي عن الشيباني قال : قال موسى عليهالسلام يوم الطور : يا ربّ إن أنا صلّيت فمن قبلك ، وإن أنا تصدّقت فمن قبلك ، وإن أنا بلّغت رسالاتك فمن قبلك ، فكيف أشكرك؟ قال : يا موسى الآن شكرتني (٣).
[٢ / ٣٧٤٧] وروى الكليني بإسناده إلى ابن أبي عمير عن أبي عبد الله صاحب السابريّ فيما أعلم أو غيره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «فيما أوحى الله ـ عزوجل ـ إلى موسى عليهالسلام : يا موسى اشكرني حقّ شكري! فقال : يا ربّ وكيف أشكرك حقّ شكرك؟ وليس من شكر أشكرك به إلّا وأنت أنعمت به عليّ قال : يا موسى الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك منّي» (٤).
[٢ / ٣٧٤٨] وعن ابن رئاب عن إسماعيل بن الفضل قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرّات : «اللهمّ ما أصبحت بي من نعمة أو عافية من دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد ولك الشكر بها عليّ يا ربّ حتّى ترضى وبعد الرضا». فإنّك إذا قلت ذلك ، كنت قد أدّيت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة (٥).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٥٤٧ / ٦.
(٢) الدرّ ١ : ٣٦٩ ؛ شعب الإيمان ٤ : ١٠١ / ٤٤١٥ ؛ الشكر لله : ٦٧ / ٦ ؛ القرطبي ١ : ٣٩٨.
(٣) الدرّ ١ : ٣٧٤ ؛ فضيلة الشكر لله (محمّد بن جعفر السامري م ٣٢٧) : ٤٥.
(٤) الكافي ٢ : ٩٨ / ٢٧.
(٥) المصدر : ٩٩ / ٢٨.