إن شاء الله ، فانزل يرحمك الله ، قال لها : هل عندك ضيافة؟ قالت : نعم ، فجاءت باللبن واللحم ، فدعا لها بالبركة ، فلو جاءت يومئذ بخبز أو برّ أو شعير أو تمر لكانت أكثر أرض الله برّا وشعيرا وتمرا ، فقالت له : انزل حتّى أغسل رأسك ، فلم ينزل. فجاءت بالمقام فوضعته على شقّه الأيمن ، فوضع قدمه عليه ، فبقي أثر قدمه عليه ، فغسلت شقّ رأسه الأيمن ثمّ حولّت المقام إلى شقّه الأيسر ، فبقي أثر قدمه عليه ، فغسلت شقّ رأسه الأيسر ، فقال لها : إذا جاء زوجك فاقرئيه منّي السّلام وقولي له : قد استقامت عتبة بابك ، فلمّا جاء إسماعيل وجد ريح أبيه ، فقال لامرأته : هل جاءك أحد؟ قالت : نعم شيخ أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا ، وقال لي كذا وكذا وقلت له كذا وكذا ، وغسلت رأسه ، وهذا موضع قدميه على المقام ، قال لها إسماعيل عليهالسلام : ذاك إبراهيم عليهالسلام. (١)
قلت : قصّة غريبة جدّا. ولا تخفى مواضع الغرابة فيها.
[٢ / ٣٢٧٣] وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن عائشة قالت : ألقي المقام من السماء! (٢)
[٢ / ٣٢٧٤] وقال الطبرسي : وروي أنّ ثلاثة أحجاز نزلت من الجنّة : مقام إبراهيم وحجر بني إسرائيل ، والحجر الأسود (٣).
[٢ / ٣٢٧٥] وأخرج ابن أبي حاتم والأزرقي عن عبد الله بن عمر قال : إنّ المقام كانت ياقوتة من يواقيت الجنّة محي نورها ، ولو لا ذلك لأضاءت ما بين السماء والأرض ، والركن مثل ذلك. (٤)
[٢ / ٣٢٧٦] وأخرج الترمذي وابن حبّان والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال : قال
__________________
(١) البرهان ١ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ / ١ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٨٠ ـ ٣٨١ ، وزاد : «وقد روى هذه القصّة بعينها عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان عن الصادق عليهالسلام مع بعض الاختلاف» ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٤٢ ـ ١٤٣ ؛ البحار ١٢ : ٨٤ ـ ٨٥.
(٢) الدرّ ١ : ٢٩١ ؛ الطبقات ٨ : ٤٩٨.
(٣) نور الثقلين ١ : ١٢٢ / ٣٥٠ ؛ مجمع البيان ١ : ٣٨٠. وزاد : استودع الله إبراهيم حجرا أبيض ، وكان أشدّ بياضا من القراطيس ، فاسودّ من خطايا بني آدم ؛ البرهان ١ : ٣٣٣ ـ ٣٣٤ / ٥ ، عن العيّاشي ١ : ٧٨ / ٩٣. بلفظ : نزلت ثلاثة أحجار من الجنّة ، الحجر الأسود استودعه إبراهيم ، ومقام إبراهيم ، وحجر بني إسرائيل ، قال أبو جعفر عليهالسلام : إنّ الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض وكان أشدّ بياضا من القراطيس ، فاسودّ من خطايا بني آدم.
(٤) الدرّ ١ : ٢٩١.