عند طلوع الشمس وعند غروبها ، الّتي فيها الخشوع والركوع والسجود ، لأنّها تغرب بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان (١).
[٢ / ٤٩١٨] وبمرسل إبراهيم بن هاشم عن الصادق عليهالسلام : «إنّ إبليس اتّخذ عرشا بين السماء والأرض ، فإذا طلعت الشمس وسجد في ذلك الوقت الناس ، قال إبليس لشياطينه : إنّ بني آدم يصلّون لي!» (٢).
[٢ / ٤٩١٩] وبحديث المناهي : «نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند قيامها ـ وفي نسخة ـ عند استوائها» (٣).
وغيرها من روايات جاء النهي فيها منوطا بتلبيس إبليس (٤).
وهذا ـ كما ترى ـ لا يخصّ المبتدأة أي المتطوّع بها ، بل يعمّ كلّ صلاة صلّاها المصلّي حينذاك ، فإنّ الشيطان ـ حسب زعمهم ـ يزمّر له ويطبّل ويحسبها سجودا له ، أيّا كانت الصلاة!
فالأولى نبذ تلكم الروايات رأسا ، نظرا للعلّة الموهنة ، كما عرفت.
* * *
قال الشيخ : إنّ أصحابنا لا يختلفون في جواز الصلوات ذوات الأسباب في هذه الأوقات. وإنّما منهم من يزيد على ذلك ويجوّز الصلاة الّتي لا سبب لها ، فيها (٥).
وقال السيّد صاحب العروة ـ بعد أن ذكر الأوقات الّتي قالوا بكراهة التنفّل فيها ـ : «وعندي في ثبوت الكراهة في المذكورات إشكال» (٦).
قال سيّدنا الأستاذ الإمام الخوئي في الشرح ـ بعد أن ذكر حديث تلبيس إبليس ـ : ما معنى أنّ الشمس تطلع بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان؟! فهو تعليل بأمر غير معقول في نفسه ، وهو أشبه بمفتعلات المخالفين ، لاستنكارهم الصلاة في الأوقات الثلاثة ، معلّلا له بهذا الوجه العليل! فلا مناص من حمل الحديث على ضرب من التعريض ، ولا مجال للاستدلال به على وجه!
__________________
(١) الوسائل ٣ : ١٠٨ / ٢ ، باب ٢٠.
(٢) المصدر ٤ : ٢٣٥ / ٤ ، باب ٣٨.
(٣) المصدر : ٢٣٦ / ٦ ، باب ٣٨.
(٤) جواهر الكلام ٧ : ٢٨٢ ـ ٢٨٣.
(٥) كتاب الخلاف ١ : ٥٢١. م : ٢٦٣.
(٦) العروة الوثقى ١ : ٣٨٢ (ط ١٤١٤ ق) ، أوقات الرواتب م : ١٨.