تغرب بين قرنيه! ومن ثمّ فالصلاة إبّان طلوعها وبعد الطلوع ، وكذا إبّان غروبها وبعد الغروب ، قد تتراءى سجودا للشيطان ، كما كان يفعله عبدة الشمس عند الطلوع وعند الغروب!! يا لها من سذاجة رأي؟ فضلا عن غرابة تلكم الأحاديث ونكارتها؟!
[٢ / ٤٨٧٩] رووا عن ابن عبّاس أنّه قال : شهد عندي رجال مرضيّون فيهم عمر ، وأرضاهم عندي عمر ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن الصلاة ، أو قال : لا صلاة بعد الصبح حتّى تشرق الشمس أو تطلع وبعد العصر حتّى تغرب الشمس. رواه البخاري في الصحيح وأخرجه مسلم وغيرهما (١).
[٢ / ٤٨٨٠] ورووا عن عمرو بن عبسة (صحابيّ نزل الشام) عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «صلّ صلاة الصبح ، ثمّ اقصر عن الصلاة حتّى تطلع الشمس حتّى ترتفع ، فإنّها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفّار. ثمّ صلّ حتّى يستقلّ الظلّ بالرمح ، ثمّ اقصر عن الصلاة ، فإنّ جهنم حينئذ تسجر ، فإذا أقبل الفيء فصلّ حتّى تصلّي العصر ، ثمّ اقصر عن الصلاة حتّى تغرب الشمس ، فإنّها تغرب بين قرني شيطان ، وحينئذ تسجد لها الكفّار» (٢). ورواه مسلم في الصحيح (٣).
[٢ / ٤٨٨١] ورووا عن أبي عبد الله الصنابحي (٤) أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان ، فإذا ارتفعت فارقها ، ثمّ إذا استوت قارنها ، فإذا زالت فارقها ، فإذا دنت للغروب فارقها ، فإذا غربت فارقها. ونهى عن الصلاة في تلك الساعات» (٥).
ومن الغريب تأكيد مثل معاوية على المنع من الصلاة حينذاك :
[٢ / ٤٨٨٢] روى البيهقي بالإسناد إلى أبي التياح قال : سمعت حمران بن أبان يحدّث عن معاوية قال : إنّكم لتصلّون صلاة ، لقد صحبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فما رأيناه يصلّيها ، ولقد نهى عنهما ، يعني الركعتين بعد العصر (٦). ورواه البخاري في الصحيح (٧).
__________________
(١) راجع : البيهقي ٢ : ٤٥١ ـ ٤٥٥. (جماع أبواب الساعات الّتي تكره فيها صلاة التطوّع) ، والبخاري ١ : ١٤٥ ومسلم ٢ : ٢٠٨ والمصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٢٤٥ / ١٠.
(٢) البيهقي ٢ : ٤٥٤ ـ ٤٥٥.
(٣) مسلم ٢ : ٢٠٨ ـ ٢٠٩.
(٤) هو عبد الرحمان بن عسيلة. رحل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فوجده قد مات قبله بخمس ليال أو ستّ. ثمّ نزل الشام. روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مرسلا. (تهذيب التهذيب ٦ : ٢٢٩).
(٥) البيهقي ٢ : ٤٥٤.
(٦) المصدر : ٤٥٢ ـ ٤٥٣.
(٧) البخاري ١ : ١٤٥.