[٢ / ٤٨٧٣] وفي رواية أخرى : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل المسجد فرأى حبلا ممدودا بين ساريتين ، فقال : ما هذا الحبل؟ قالوا : لفلانة تصلّي فإذا غلبت تعلّقت به! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لتصلّي ما عقلت ، فإذا خشيت أن تغلب فلتنم (١)».
[٢ / ٤٨٧٤] ومن هذا القبيل ما أخرجه أحمد بالإسناد إلى عبد الله بن سقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي عن محجن بن الأدرع قال : قال رجاء : أقبلت مع محجن ذات يوم حتّى انتهينا إلى مسجد البصرة فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد جالسا. قال : وكان في المسجد رجل يقال له : سكبة ، يطيل الصلاة. فلمّا انتهينا إلى باب المسجد وعليه بريدة قال ـ وكان صاحب مزاحات ـ : يا محجن ، ألا تصلّي كما يصلّي سكبة! قال رجاء : فلم يردّ عليه محجن شيئا ورجع. قال : وقال لي محجن : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيدي فانطلق يمشي حتّى صعد أحدا ، فأشرف على المدينة فقال : ويل أمّها من قرية يتركها أهلها كأعمر ما تكون ... ثمّ انحدر حتّى إذا كنّا بسدّة المسجد ، رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجلا يصلّي في المسجد ، ويسجد ويركع ، ويسجد ويركع! قال : فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : من هذا؟ قال : فأخذت أطريه له. قال : قلت : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا فلان ، وهذا وهذا!! قال : اسكت ، لا تسمعه فتهلكه. قال : ثمّ انطلق يمشي حتّى إذا كنّا عند حجرة ، لكنّه رفض يدي ثمّ قال : «إنّ خير دينكم أيسره ، إنّ خير دينكم أيسره ، إنّ خير دينكم أيسره» (٢).
[٢ / ٤٨٧٥] وفي رواية أخرى : قال محجن : قلت : يا نبيّ الله ، هذا فلان وهذا من أحسن أهل المدينة ، أو قال : أكثر أهل المدينة صلاة! قال : لا تسمعه فتهلكه ، ثمّ قال ـ مرّتين أو ثلاثا ـ : «إنّكم أمّة أريد بكم اليسر» (٣).
[٢ / ٤٨٧٦] وأخرج عن أبي أمامة قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سريّة من سراياه ، فمرّ رجل بغار فيه شيء من ماء ، فحدّث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه من ماء ويصيب ما حوله من البقل ، ويتخلّى من الدنيا! ثمّ قال : لو أتيت نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكرت ذلك له ، فإن أذن لي فعلت وإلّا لم أفعل ، فأتاه فقال : يا نبيّ الله ، إنّي مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل ، فحدّثتني نفسي بأن أقيم فيه وأتخلّى من الدنيا!
__________________
(١) المصدر : ١٩.
(٢) مسند أحمد ٥ : ٣٢.
(٣) المصدر.