قيس ـ عند الإطلاق ـ إلى أحدهما (١).
* * *
وذكر الشيخ أبو عبد الله المفيد رواية الأجلّاء بأنّ شهر رمضان قد يكون تسعة وعشرين يوما وقد يكون ثلاثين يوما ، وعدّهم من فقهاء أصحاب الأئمّة والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والأحكام ، الّذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم. وهم أصحاب الأصول المدوّنة ، والمصنّفات المشهورة ، وكلّهم قد أجمعوا نقلا وعملا على أنّ شهر رمضان قد ينقص وقد يتمّ ، وعرفوه في عقيدتهم واعتمدوه في ديانتهم.
ثمّ أخذ في ذكر أحاديثهم. ومنها : ما رواه محمّد بن قيس :
[٢ / ٤٨٠٨] قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه عن محمّد بن همام عن عبد الله بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن يوسف بن عقيل عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام إذا رأيتم الهلال فأفطروا أو شهد عليه عدل (٢) من المسلمين» (٣).
هكذا ذكره الشيخ في التهذيب (٤) شرحا لمقنعة شيخه المفيد ، وكذا الصدوق في «من لا يحضره الفقيه» (٥) ، بلفظ «عدل» مفردا.
* * *
أمّا قول العلّامة إنّ لفظة «عدل» تطلق على الواحد والكثير ، فصحيح ، ولكن للمستدلّ أن يأخذ بإطلاق الكلام ، ليشمل الواحد أيضا كما يشمل الكثير.
أمّا قياس الإخبار بالهلال بالإخبار بدخول الوقت ، فحقّ ؛ إذ لا فرق بين الأمرين ، وكلاهما إخبار عن دخول وقت الفريضة! فإن صحّ أحدهما صحّ الآخر ، لصحّة الاعتماد على إخبار الثقة في الموضوعات ، إذا لم يكن موضع اتّهام.
__________________
(١) المصدر : ١٨٣.
(٢) كانت النسخة «عدول». وصحّحناه على نسخة الفقيه والتهذيب. وقد عرفت أنّه المشهور المنقول.
(٣) الرسالة العدديّة : ٢٥ ـ ٢٦ و ٢٨ ـ ٢٩. (المجلّد التاسع) مصنّفات الشيخ المفيد.
(٤) التهذيب ٤ : ١٥٨ / ٤٤٠ ـ ١٢.
(٥) الفقيه ٢ : ٧٧ / ٤ ـ ٣٣٧.