[٢ / ٤٧٦٨] وقيل : المراد بالهدى الأوّل ، الهدى من الضلالة. وبالثاني ، بيان الحلال والحرام. عن ابن عبّاس.
وقيل : أراد بالأوّل ما كلّف من العلم. وبالثاني ، ما يشتمل عليه من ذكر الأنبياء وشرائعهم وأخبارهم ، لأنّها لا تدرك إلّا عن طريق القرآن. عن الأصمّ والقاضي.
وقوله : (وَالْفُرْقانِ) أي وممّا يفرّق بين الحقّ والباطل.
[٢ / ٤٧٦٩] قال : وروي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنّه قال : «القرآن جملة الكتاب ، والفرقان المحكم الواجب العمل به» (١).
[٢ / ٤٧٧٠] وروى الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن أبي الورد عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : خطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس في آخر جمعة من شعبان ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيّها الناس : إنّه قد أظلّكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر رمضان ، فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة فيه بتطوّع صلاة كمن تطوّع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور. وجعل لمن تطوّع فيه بخصلة من خصال الخير والبرّ كأجر من أدّى فريضة من فرائض الله فيما سواه. ومن أدّى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور. وهو شهر الصبر ، وإنّ الصبر ثوابه الجنّة. وهو شهر المواساة ، وهو شهر يزيد الله فيه من رزق المؤمنين. ومن فطّر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عتق رقبة ، ومغفرة لذنوبه فيما مضى.
قيل : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس كلّنا نقدر على أن نفطّر صائما؟ قال : إنّ الله كريم يعطي هذا الثواب من لم يقدر منكم إلّا على مذقة من لبن يفطّر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك ...».
وقال : «وهو شهر أوّله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره إجابة والعتق من النار».
وقال : «ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال ؛ خصلتين ترضون الله بهما ، وخصلتين لا غنى لكم عنهما. فأمّا اللّتان ترضون الله بهما ، فشهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله. وأمّا اللّتان لا غنى لكم عنهما ، فتسألون الله فيه حوائجكم والجنّة ، وتسألون الله فيه العافية ، وتتعوّذون به من النار» (٢).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦٣٠ / ١١ ، باب النوادر.
(٢) أمالي الصدوق : ٩٧ / ٧٤ ، المجلس ١١.