والفقر. وأنّ الضرّاء ، السقم والوجع. وحين البأس ، عند مواطن القتال (١).
[٢ / ٤٤٣٥] وأخرج عبد الرزّاق عن معمر في قوله : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ). قال : البأساء : البؤس. والضرّاء : الزمانة في الجسد. وحين البأس قال : حين القتال (٢).
[٢ / ٤٤٣٦] وروى عليّ بن إبراهيم في قوله تعالى : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) قال : في الجوع والخوف والعطش والمرض (وَحِينَ الْبَأْسِ) قال : عند القتال (٣).
[٢ / ٤٤٣٧] وأخرج الطستي عن ابن عبّاس ، أنّ نافع بن الأزرق سأله عن (الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) قال : البأساء الخصب ، والضرّاء الجدب. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول زيد بن عمرو :
إنّ الإله عزيز واسع حكم |
|
بكفّه الضرّ والبأساء والنعم (٤) |
قلت : لم يعهد تفسير البأساء بالخصب. قالت عائشة بنت الشاطىء : أمّا تفسير البأساء بالخصب ، كما في الإتقان (٥) من قول ابن عبّاس ، فلا ندري ما وجهه! فإن يكن نظر فيه إلى فتنة الخصب ، كما في آيات : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)(٦). (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)(٧) فإنّ سياق آيات البأساء الأربع (٨) لا يعيّن عليه ، مع الأخذ والتضرّع في آيتي الأنعام والأعراف ، ومع الصبر والمسّ في آيتي البقرة. كما لا أجد فيما بين يديّ من كتب اللغة ما يؤنس إلى معنى الخصب في البأساء ، من قريب أو بعيد ، على الحقيقة أو المجاز. بل تدور في الاستعمال على الشدّة والعذاب والداهية والحزن. ومن مادّتها : البؤس والبأس والبؤسى والابتئاس.
__________________
(١) الدرّ ١ : ٤١٧ ؛ الطبري ٢ : ١٣٥ / ٢٠٩٦ ، بلفظ : عن قتادة : قال كنّا نحدّث أنّ البأساء : البؤس والفقر وأنّ الضرّاء : السقم. وقد قال النبيّ أيّوب عليهالسلام : (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). ورقم ٢٠٩٨ بلفظ : البأساء البؤس والضرّاء : الزمانة في الجسد. ورقم ٢١٠٤ بلفظ : حين البأس : أي عند مواطن القتال.
(٢) عبد الرزّاق ١ : ٣٠٣ / ١٦٢.
(٣) نور الثقلين ١ : ١٥٦ ؛ القمي ١ : ٦٤ ؛ البرهان ١ : ٣٨٥ / ٦ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢٢٦.
(٤) الدرّ ١ : ٤١٧.
(٥) الإتقان ٢ ، ٦٥.
(٦) الأنبياء ٢١ : ٣٥.
(٧) التغابن ٦٤ : ١٥.
(٨) الأنعام ٦ : ٤٢. والأعراف ٧ : ٩٤.