رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبا ، وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)(١) وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ). ثمّ ذكر : الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السماء : يا ربّ يا ربّ ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذّي بالحرام ، فأنّى يستجاب لذلك؟!» (٢).
[٢ / ٤٣٣٦] وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير : (كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) قال : من الحلال (٣).
[٢ / ٤٣٣٧] وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يقول : صدّقوا (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) يعني : اطعموا من حلال الرزق الّذي أحللناه لكم ، فطاب لكم بتحليلي إيّاه لكم ممّا كنتم تحرّمونه أنتم ، ولم أكن حرّمته عليكم من المطاعم والمشارب (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ) يقول : أثنوا على الله بما هو أهل له على النعم الّتي رزقكم وطيّبها لكم (٤).
[٢ / ٤٣٣٨] وأخرج عبد بن حميد عن أبي أمية في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) قال : فلم يوجد من الطّيّبات شيء أحلّ ولا أطيب من الولد وماله (٥).
[٢ / ٤٣٣٩] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها» (٦).
[٢ / ٤٣٤٠] وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يقول الله : إنّي والجنّ والإنس في نبأ عظيم ؛ أخلق ويعبد
__________________
(١) المؤمنون ٢٣ : ٥١.
(٢) الدرّ ١ : ٤٠٦ ؛ مسند أحمد ٢ : ٣٢٨ ؛ مسلم ٣ : ٨٥ ـ ٨٦ ، كتاب الزكاة ، باب قبول الصدقه من الكسب الطيّب وتربيتها ؛ الترمذي ٤ : ٢٨٨ / ٤٠٧٤ ، تفسير سورة البقرة ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٩٣ ؛ الثعلبي ٢ : ٤٣ ، البغوي ١ : ٢٠٠ / ١٢١ ؛ كنز العمّال ٢ : ٨١ / ٣٢٣٦ ؛ القرطبي ٢ : ٢١٥.
(٣) الدرّ ١ : ٤٠٦ ؛ الوسيط ١ : ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ، قال الواحدي : قال المفسّرون هذا أمر إباحة ، وأراد بالطيّبات : الحلالات من الحرث والأنعام.
(٤) الدرّ ١ : ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ؛ الطبري ٢ : ١١٤ / ٢٠٤١.
(٥) الدرّ ١ : ٤٠٧.
(٦) الدرّ ١ : ٤٠٧ ؛ المصنّف ٥ : ٥٦٣ / ١ ، كتاب الأطعمة ، باب ٢٦ (في التسمية على الطعام) ؛ مسند أحمد ٣ : ١١٧ ؛ مسلم ٨ : ٨٧ ، كتاب الذكر والدعاء ؛ الترمذي ٣ : ١٧٢ / ١٨٧٦ ، باب ١٨ ؛ النسائي ٤ : ٢٠٢ / ٦٨٩٩.