ترى أنّك إذا نظرت إلى بناء مشيّد مبنيّ ، علمت أنّ له بانيا وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده» (١).
[٢ / ٤١٧٩] وروى بالإسناد إلى المقدام بن شريح بن هاني ، عن أبيه ، قال : «إنّ أعرابيّا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : يا أمير المؤمنين أتقول إنّ الله واحد؟! قال : فحمل الناس عليه ، وقالوا : يا أعرابيّ أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب؟! فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : دعوه فإنّ الّذي يريده الأعرابيّ هو الّذي نريده من القوم ، ثمّ قال : يا أعرابيّ إنّ القول في أنّ الله واحد على أربعة أقسام ، فوجهان منها لا يجوزان على الله ـ عزوجل ـ ووجهان يثبتان فيه ؛ فأمّا اللّذان لا يجوزان عليه ، فقول القائل : واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنّه كفر من قال : ثالث ثلاثة!
وقول القائل : هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه ، جلّ ربّنا عن ذلك وتعالى.
وأمّا الوجهان اللّذان يثبتان فيه ، فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه. كذلك ربّنا ، وقول القائل : إنّه ربّنا أحديّ المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ، ولا عقل ، ولا وهم. وكذلك ربّنا عزوجل» (٢).
[٢ / ٤١٨٠] وروى بالإسناد إلى أبي هاشم الجعفري ، قال : «سألت أبا جعفر محمّد بن علي الثاني عليهالسلام ما معنى الواحد؟ فقال : المجتمع عليه جميع الألسن بالوحدانيّة» (٣).
[٢ / ٤١٨١] وهكذا روى الكليني بالإسناد إلى أبي هاشم الجعفري ، قال : «سألت أبا جعفر الثاني عليهالسلام ما معنى الواحد؟ فقال : إجماع الألسن عليه بالوحدانيّة ، كقوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٥٠ ؛ التوحيد : ٢٤٤ / ١ ، باب ٣٦. الكافي ١ : ٨١ / ٥ ؛ الاحتجاج ٢ : ٦٩ ـ ٧٠ ؛ البحار ٣ : ٢٩ / ٣ ، باب ٣ ؛ و ١٠ : ١٩٥ / ٣ ، باب ١٣.
(٢) البرهان ١ : ٣٧٢ ؛ التوحيد : ٨٣ ـ ٨٤ / ٣ ، باب ٣ ؛ الخصال : ٢ / ١ ، باب الواحد ؛ معاني الأخبار : ٥ ـ ٦ / ٢ ، باب معنى الواحد ؛ البحار ٣ : ٢٠٦ ـ ٢٠٧ / ١ ، باب ٦ ، وللعلامة المجلسي رحمهالله ذيل الرواية بيان ؛ نور الثقلين ٤ : ٤٧٥ ـ ٤٧٦ / ٥ و ٥ : ٧٠٩ / ٦٠.
(٣) البرهان ١ : ٣٧١ ؛ معاني الأخبار : ٥ / ١ ، باب معنى الواحد ؛ التوحيد : ٨٢ / ١ ، باب ٣ ، فيه : «بجميع» بدل «جميع» ؛ المحاسن ٢ : ٣٢٨ / ٨٣ ، كتاب العلل ؛ البحار ٣ : ٢٠٨ / ٢ باب ٦.