[٢ / ٤١٢٥] وأخرج ابن ماجة عن أمّ ولد لشيبة قالت : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول : «لا يقطع الأبطح إلّا شدّا (أي عدوا)» (١).
[٢ / ٤١٢٦] وأخرج ابن جرير وابن أبي داوود في المصاحف وابن أبي حاتم والحاكم وصحّحه عن ابن عبّاس قال : كانت الشياطين في الجاهليّة تعزف الليل أجمع بين الصفا والمروة ، فكانت فيهما آلهة لهم أصنام ، فلمّا جاء الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله ألا نطوف بين الصفا والمروة فإنّه شيء كنّا نصنعه في الجاهليّة؟ فأنزل الله : (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) يقول : ليس عليه إثم ولكن له أجر (٢).
__________________
ـ ١٩٤٨ ؛ البيهقي ٥ : ٩٧ ، كتاب الحجّ ؛ القرطبي ٢ : ١٧٨ ، ثم قال : «هذا حديث حسن صحيح». أخرجه البخاري بمعناه وفيه ـ بعد قوله : فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) ـ «قالت عائشة : وقد سنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الطواف بينهما ، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما. ثمّ أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمان ، فقال : إنّ هذا لعلم ما كنت سمعته ، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أنّ الناس ـ إلّا من ذكرت عائشة ـ ممّن كان يهلّ بمناة ، كانوا يطوفون كلّهم بالصفا والمروة ، فلمّا ذكر الله تعالى الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن. قالوا : يا رسول الله كنّا نطوف بالصفا والمروة وإنّ الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا ، فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)الآية.
قال أبو بكر : فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما. في الّذين كانوا يتحرّجون أن يطوفوا في الجاهليّة بالصفا والمروة ، والّذين يطوفون ثمّ تحرّجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام ، من أجل أنّ الله أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتّى ذكر ذلك بعد الطواف بالبيت» ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، بلفظ : عن الزهري أنّه قال : فحدّثت بهذا الحديث أبا بكر بن عبد الرحمان بن الحارث بن هشام فقال : إنّ هذا العلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون : إنّ الناس ، إلّا من ذكرت عائشة كانوا يقولون : إنّ طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهليّة ، وقال آخرون من الأنصار : إنّما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ ...) قال أبو بكر بن عبد الرحمان : فلعلّها نزلت في هؤلاء وهؤلاء. ورواه البخاري من حديث مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بنحو ما تقدّم.
(١) ابن ماجة ٢ : ٩٩٥ / ٢٩٨٧ ؛ القرطبي ٢ : ١٨٣ ؛ مسند أحمد ٦ : ٤٠٤ ؛ مجمع الزوائد ٣ : ٢٤٨.
(٢) الدرّ ١ : ٣٨٥ ؛ الطبري ٢ : ٦٤ / ١٩٤٣ ؛ المصاحف : ٩٩ ـ ١٠٠ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦٧ / ١٤٣٥ ؛ الحاكم ٢ : ٢٧١ ، كتاب التفسير ؛ الثعلبي ٢ : ٢٦ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٥ ، بلفظ : «كانت الشياطين تفرق بين الصفا والمروة الليل كلّه وكانت بينهما آلهة فلمّا جاء الإسلام سألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الطواف بينهما فنزلت هذه الآية».