رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكانت من السنن (١).
[٢ / ٤١٢٣] وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : كان ناس من أهل تهامة في الجاهليّة لا يطوفون بين الصفا والمروة ، فأنزل الله : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) وكان من سنّة إبراهيم وإسماعيل الطواف بينهما (٢).
[٢ / ٤١٢٤] وأخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كان رجال من الأنصار ممّن كان يهلّ لمناة في الجاهليّة ـ ومناة صنم بين مكّة والمدينة ـ قالوا : يا نبيّ الله إنّا كنّا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة ، فهو علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) الآية. قال عروة : فقلت لعائشة : ما أبالي أن لا أطوف بين الصفا والمروة! ، قال الله : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) فقالت يا ابن أختي ألا ترى أنّه يقول : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) قال الزهري : فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمان بن الحرث بن هشام فقال : هذا العلم. قال أبو بكر : ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون : لمّا أنزل الله الطواف بالبيت ولم ينزل الطواف بين الصفا والمروة ، قيل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّا كنّا نطوف في الجاهليّة بين الصفا والمروة ، وإنّ الله قد ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة ، فهل علينا من حرج أن لا نطوف بهما؟ فأنزل الله : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ...). قال أبو بكر : فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما ، في من طاف وفي من لم يطف (٣).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٨٥ ؛ الطبري ٢ : ٦١ ـ ٧٢ / ١٩٤٤ وبعده و ١٩٣٥ وبعده بلفظ : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ ...) قال من الخير الّذي أخبركم عنه ، قال ابن جرير : فكأنّ مجاهدا كان يرى أنّ الشعائر إنّما هو جمع شعيرة من إشعار الله عباده أمر الصفا والمروة وما عليهم في الطواف بهما ، فمعناه إعلامهم ذلك ؛ وذلك تأويل من المفهوم بعيد. و ١٩٥٧ بلفظ ... فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما قال : فلم يحرّج من لم يطف بهما و ١٩٦٢ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٥ و ٢٧ و ٢٨ ؛ البغوي ١ : ١٩٣.
(٢) الدرّ ١ : ٣٨٦ ؛ الطبري ٢ : ٦٥ و ٦٧ / ١٩٤٦ و ١٩٤٩ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٥٤ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٦ ، بلفظ : «كان ناس من تهامة في الجاهليّة لا يسعون بين الصفا والمروة فلمّا جاء الإسلام تحوّبوا السعي بينهما كما كانوا يتحوّبونه في الجاهليّة فأنزل الله تعالى هذه الآية». والتحوّب : التأثمّ ، أي كانوا يرون السعي بينهما إثما.
(٣) الدرّ ١ : ٣٨٦ ؛ مسلم ٤ : ٩٩ ، كتاب الحجّ ؛ الترمذي ٤ : ٢٧٧ / ٤٠٤٥ ، باب ٣ ، أبواب تفسير القرآن ؛ الطبري ٢ : ٦٦ /