[٢ / ٣٨٠٦] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) قال : ليس من عبد يذكر الله إلّا ذكره الله ، لا يذكره مؤمن إلّا ذكره برحمة ، ولا يذكره كافر إلّا ذكره بعذاب (١).
قلت : هذا محمول على صورة المراءاة لا إرادة الجدّ في الدعاء.
[٢ / ٣٨٠٧] وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر. أنّه قيل له : أرأيت قاتل النفس وشارب الخمر والسارق والزاني يذكر الله وقد قال الله : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ؟) قال : إذا ذكر الله هذا ذكره الله بلعنته حتّى يسكت (٢).
وهذا أيضا كسابقه محمول على صورة المراءاة. وهكذا الخبر التالي :
[٢ / ٣٨٠٨] وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف وأحمد في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عبّاس قال : أوحى الله إلى داوود : «قل للظلمة لا يذكروني فإنّ حقّا عليّ أن أذكر من ذكرني ، وإنّ ذكري إيّاهم أن ألعنهم» (٣).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٦١ ؛ الطبري ٢ : ٥١ / ١٩١٩ ؛ القرطبي ٢ : ١٧١ ؛ الثعلبي ٢ : ٢١.
(٢) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢٦٠ / ١٣٩٧ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٢.
(٣) الدرّ ١ : ٣٦٢ ؛ المصنّف ٧ : ٤٦٦ / ٩ باب ٩ ؛ كنز العمّال ٣ : ٥٠٢ / ٧٦١٥ ، وفيه : «فإنّي أذكر من يذكرني» بدل قوله : «فإنّ حقّا عليّ أن أذكر من ذكرني» ؛ كتاب الزهد ، لأحمد : ١٣١ / ٣٧٩ ؛ الشعب ٦ : ٥٥ / ٧٤٨٣.