أعمالهم ، فيكتبون لكلّ واحد ثواب عمله ، ويتركون بعض من حضر معهم فلا يكتبونه ، فيقول الله عزوجل : ما لكم لم تكتبوا فلانا؟ أليس كان معهم وقد شهدهم؟! فيقولون : يا ربّ إنّه لم يشرك معهم بحرف ولا تكلّم معهم بكلمة ، فيقول الجليل جلّ جلاله : أليس كان جليسهم؟ فيقولون : بلى يا ربّ! فيقول : اكتبوه معهم إنّهم قوم لا يشقى بهم جليسهم ، فيكتبوه معهم ، فيقول تعالى : اكتبوا له ثوابا مثل ثواب أحدهم» (١).
[٢ / ٣٧٣٣] وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبّان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يقول الله يوم القيامة : سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم. فقيل : ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال : أهل مجالس الذكر» (٢).
[٢ / ٣٧٣٤] وأخرج أحمد عن أنس قال : كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : تعال نؤمن بربّنا ساعة. فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل ، فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يرحم الله ابن رواحة إنّه يحبّ المجالس الّتي تتباهى بها الملائكة» (٣).
[٢ / ٣٧٣٥] وأخرج أحمد والبزّار وأبو يعلى والطبراني عن أنس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلّا وجهه إلّا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم ، قد بدّلت سيّئاتكم حسنات» (٤).
[٢ / ٣٧٣٦] وأخرج أحمد عن ابن عمر قال : قلت : يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال : «غنيمة مجالس الذكر الجنّة الجنّة!» (٥)
__________________
(١) عوالي اللآلي ٤ : ٦٧ / ٢٩.
(٢) الدرّ ١ : ٣٦٥ ؛ مسند أحمد ٣ : ٧٦ ؛ أبو يعلى ٢ : ٣١٣ / ٧٣ ـ (١٠٤٦) ؛ ابن حبّان ٣ : ٩٨ / ٨ ، باب الأذكار ؛ شعب الإيمان ١ : ٤٠١ / ٥٣٥.
(٣) الدرّ ١ : ٣٦٥ ؛ مسند أحمد ٣ : ٢٦٥ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٦ ، باب ما جاء في مجالس الذكر ، قال الهيثمي : إسناده حسن.
(٤) الدرّ ١ : ٣٦٥ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٤٢ ؛ أبو يعلى ٧ : ١٦٧ / ٤١٤١ ؛ الأوسط ٢ : ١٥٤ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٦ ، باب فضل ذكر الله.
(٥) مسند أحمد ٢ : ١٧٧ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٧٨.