الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ) إلّا لنعلم ذلك منه موجودا ، بعد أن علمناه سيوجد ذلك ، أنّ هوى أهل مكّة كان في الكعبة ، فأراد الله أن يبيّن متّبع محمّد من مخالفه ، باتّباع القبلة الّتي كرهها ، ومحمّد يأمر بها ، ولمّا كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس ، أمرهم مخالفتها والتوجّه إلى الكعبة ، ليتبيّن من يوافق محمّدا فيما يكرهه ، فهو مصدّقه وموافقه. ثمّ قال : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) إنّما كان التوجّه إلى بيت المقدس في ذلك الوقت كبيرة ، إلّا على من يهدي الله ، فعرف أنّ الله يتعبّد بخلاف ما يريده المرء ، ليبتلي طاعته في مخالفته هواه» (١).
[٢ / ٣٥١١] وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داوود في ناسخه والنحّاس والبيهقي في سننه عن ابن عبّاس : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلّي وهو بمكّة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه ، وبعد ما تحوّل إلى المدينة ستّة عشر شهرا ، ثمّ صرفه الله إلى الكعبة (٢).
[٢ / ٣٥١٢] وأخرج ابن عدي والبيهقي في السنن والدلائل من طريق سعيد بن المسيّب ، قال : سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول : صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد ما قدم المدينة ستّة عشر شهرا نحو بيت المقدس ، ثمّ حوّل بعد ذلك قبل المسجد الحرام قبل بدر بشهرين (٣).
[٢ / ٣٥١٣] وأخرج ابن جرير عن حجّاج قال : قال ابن جريج : صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل ما صلّى إلى الكعبة ، ثمّ صرف إلى بيت المقدس ، فصلّت الأنصار نحو بيت المقدس قبل قدومه ثلاث حجج ، وصلّى بعد قدومه ستّة عشر شهرا ، ثمّ ولّاه الله ـ جلّ ثناؤه ـ إلى الكعبة (٤).
[٢ / ٣٥١٤] وأخرج ابن جرير عن معاذ بن جبل : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قدم المدينة فصلّى نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهرا (٥).
__________________
(١) مستدرك الوسائل ٣ : ١٧٥ ؛ الاحتجاج ١ : ٤٤ ؛ البحار ٤ : ١٠٥ ـ ١٠٧.
(٢) الدرّ ١ : ٣٤٣ ؛ البيهقي ٢ : ٣ ، كتاب الصلاة ، باب تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ؛ مسند أحمد ١ : ٣٢٥ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ١٢ ، باب ما جاء في القبلة ، قال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزّار ورجاله رجال الصحيح.
(٣) الدرّ ١ : ٣٤٥ ؛ البيهقي ٢ : ٣ ؛ الدلائل ٢ : ٥٧٤ ، باب تحويل القبلة إلى الكعبة ؛ الكامل ١ : ١٩١ ، وفيه : تسعة عشر شهرا.
(٤) الطبري ٢ : ٨ / ١٧٨٥.
(٥) الدرّ ١ : ٣٤٦ ؛ الطبري ٢ : ٧ / ١٧٨٠ ؛ التبيان ٢ : ٤ ؛ مجمع البيان ١ : ٤١٤ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٠٣.