والعيون والآبار » (١) .
وقال تعالى أيضاً : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ) (٢) .
وقال تعالى أيضاً : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ ـ إلىٰ قوله ـ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ ) (٣) فتأمّل .
وفي الأخير بعدم جواز حمل الطهور على بابه من المبالغة في أمثاله ، بناءً على أنّ المبالغة في « فعول » إنما هي بزيادة المعنى المصدري فيه كأكول ، وكون الماء مطهّراً لغيره أمر خارج عن أصل المعنى ، فلا بُدّ أن يكون بمعنى الطاهر .
مدفوعة أيضاً إمّا : بكون المراد منه المعنى الاسمي ، أي ما يتطهر به ، الذي هو أحد معانيه ، كما هو المشهور بين أهل اللغة (٤) ، نقله جمع من العامة والخاصة (٥) ، وإن احتيج في وصفه به حينئذٍ إلى نوع تأويل .
أو : بكونه بمعنى الطاهر المطهّر ، كما هو المصرّح في كتب جماعة من أهل اللغة ، كالفيّومي (٦) ، وابن فارس عن ثعلب (٧) ، والأزهري (٨) ، وابن الأثير (٩) ، ونقل بعض : أن الشافعية نقلت ذلك عن أهل اللغة ، ونقله عن
____________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٩١ .
(٢) الزمر : ٢١ .
(٣) النحل : ١٠ و ١١ .
(٤) راجع القاموس المحيط ٢ : ٨٢ ، الصحاح ٢ : ٧٢٧ ، لسان العرب ٤ : ٥٠٥ ، مجمع البحرين ٣ : ٣٨٠ ، أقرب الموارد ١ : ٧١٩ .
(٥) كما في المدارك ١ : ٢٧ ، الذخيرة : ١١٤ ، الحدائق ١ : ١٧٤ ؛ وانظر التفسير الكبير ٤ : ٩٠ ، والكشاف ٣ : ٢٨٤ .
(٦) المصباح المنير : ٣٧٩ .
(٧) مجمل اللغة ٣ : ٣٣٥ .
(٨) تهذيب اللغة ٦ : ١٧٢ .
(٩) النهاية ٣ : ١٤٧ .