[٢ / ٣٣٤٣] وأخرج مسلم عن عبد الله بن الزبير قال : حدّثتني خالتي (عائشة) قالت : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عائشة لو لا أنّ قومك حديثو عهد بشرك لهدّمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيّا وبابا غربيّا وزدت فيها ستّة أذرع من الحجر فإنّ قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة» (١).
قلت : حديث غريب جدّا
[٢ / ٣٣٤٤] وأخرج مالك والشافعي والبخاري ومسلم والنسائي عن عائشة : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ألم تر إلى قومك حين بنوا الكعبة أقصروا عن قواعد إبراهيم؟ فقلت : يا رسول الله ألا تردّها على قواعد إبراهيم؟ قال : لو لا حدثان قومك بالكفر! فقال ابن عمر : ما أرى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ترك استلام الركنين اللّذين يليان الحجر إلّا أنّ البيت لم يتمّم على قواعد إبراهيم» (٢).
[٢ / ٣٣٤٥] وأخرج مسلم عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الجدر (٣) أمن البيت هو؟
قال : «نعم» قلت : فلم لم يدخلوه [في البيت]؟ قال : «إنّ قومك قصرت بهم النفقة». قلت : فما شأن بابه مرتفعا؟ قال : «فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا. ولو لا أنّ قومك حديث عهدهم في الجاهليّة فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن ادخل الجدر في البيت وأن ألزق بابه بالأرض» (٤).
[٢ / ٣٣٤٦] وأخرج الأزرقي عن ابن إسحاق قال : بنى إبراهيم عليهالسلام البيت وجعل طوله في السماء تسعة أذرع ، وعرضه في الأرض اثنين وثلاثين ذراعا ، من الركن الأسود إلى الركن الشامي الّذي عند الحجر من وجهه ، وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الّذي فيه الحجر اثنين
__________________
(١) مسلم ٤ : ٩٨ ؛ القرطبي ٢ : ١٢٤ ؛ ابن كثير ١ : ١٨٥.
(٢) الدرّ ١ : ٣٣٠ ؛ كتاب الأمّ ٢ : ١٩٢ ، باب كمال الطواف ؛ كتاب المسند للشافعي : ١٢٩ ؛ البخاري ٢ : ١٥٦ ، كتاب الحجّ ، باب ٤٢ و ٤ : ١١٨ ، كتاب الأنبياء ، باب ١٠ ، و ٥ : ١٥٠ ، كتاب التفسير ، باب ١٠ ، سورة البقرة ؛ مسلم ٤ : ٩٧ ، كتاب الحجّ ، باب نقض الكعبة وبناءها ؛ النسائي ٢ : ٣٩١ / ٣٨٨٣ ، باب بناء الكعبة ؛ مسند أحمد ٦ : ١١٣ ؛ ابن كثير ١ : ١٨٥.
(٣) الجدر : المسنّاة وهو ما ارتفع حول المزرعة. وهنا يريد به الحجر ، لما فيه من اصول حائط البيت كما قيل. ابن الأثير ، النهاية ١ : ٢٤٦.
(٤) مسلم ٤ : ١٠٠ ، كتاب الحجّ ، باب جدر الكعبة وبابها ؛ ابن ماجة ٢ : ٩٨٥ / ٢٩٥٥ ، باب ٣١ ؛ القرطبي ٢ : ١٢٣ ـ ١٢٤.