فريضة فيه كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنّة ، وشهر المواساة ، وشهر يزاد في رزق المؤمن ، من فطّر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء. قلنا : يا رسول الله ليس كلّنا نجد ما يفطّر الصائم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يعطي الله هذا الثواب من فطّر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء ، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتّى يدخل الجنّة ، وهو شهر أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، من خفّف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار ، فاستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتان ترضون بهما ربّكم ، وخصلتان لا غنى بكم عنهما. فأمّا الخصلتان اللّتان ترضون بهما ربّكم فشهادة أن لا إله إلّا الله وتستغفرونه ، وأمّا اللّتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنّة وتعوذون به من النار» (١).
[٢ / ٤٧١٤] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي والبيهقي عن عرفجة قال : كنّا عند عتبة بن فرقد وهو يحدّثنا عن رمضان ، إذ دخل رجل من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسكت عتبة بن فرقد قال : يا أبا عبد الله حدّثنا عن رمضان ، كيف سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول فيه؟ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «رمضان شهر مبارك ، تفتح فيه أبواب الجنّة ، وتغلق فيه أبواب السعير ، وتصفّد فيه الشياطين ، وينادي مناد كلّ ليلة : يا باغي الخير هلمّ ، ويا باغي الشرّ أقصر ، حتّى ينقضي رمضان» (٢).
[٢ / ٤٧١٥] وأخرج البيهقيّ عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنان ، فلم يغلق منها باب الشّهر كلّه ، وغلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب الشهر كلّه ، وغلّت عتاة الجنّ ، ونادى مناد من السماء كلّ ليلة إلى انفجار الصبح : يا باغي الخير تمّم وأبشر ، ويا باغي الشرّ أقصر وأبصر ، هل من مستغفر نغفر له؟ هل من تائب نتوب عليه؟ هل من داع نستجيب له؟ هل من سائل نعطي سؤله؟ ولله عند كلّ فطر (أي إفطار) من شهر رمضان كلّ ليلة
__________________
(١) ابن خزيمة ٣ : ١٩١ ـ ١٩٢ ؛ شعب الإيمان ٣ : ٣٠٥ ـ ٣٠٦ / ٣٦٠٨ ؛ الثعلبي ٢ : ٦٩ ؛ كنز العمّال ٨ : ٤٧٧ / ٢٣٧١٤ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٥ ؛ أبو الفتوح ٣ : ٢٦ ـ ٢٧.
(٢) الدرّ ١ : ٤٤٤ ؛ المصنّف ٢ : ٤١٩ / ٢ ، باب ١ ؛ مسند أحمد ٤ : ٣١٢ ؛ النسائي ٢ : ٦٦ ـ ٦٧ ؛ شعب الإيمان ٣ : ٣٠٢ / ٣٦٠١ ؛ كنز العمّال ٨ : ٤٦٨.