قال : «أيّها الناس ، إنّه قد أظلّكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر رمضان ، فرض الله صيامه ، وجعل قيام ليلة فيه كمن تطوّع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور ، وجعل لمن تطوّع فيه بخصلة من خصال الخير والبرّ كأجر من أدّى فريضة من فرائض الله عزوجل ، ومن أدّى فريضة من فرائض الله كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور.
وهو شهر الصبر ، وإنّ الصبر ثوابه الجنّة ، وهو شهر المواساة ، وهو شهر يزيد الله فيه رزق المؤمن.
ثمّ ذكر ثواب من فطّر صائما ، وقال : إنّ الله يعطي هذا الثواب منكم لمن لم يقدر إلّا على مذقة من لبن يفطّر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تميرات ، لا يقدر على أكثر من ذلك» (١).
[٢ / ٤٧٠٨] وروى الكليني بالإسناد إلى أبي جعفر الباقر عليهالسلام أيضا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا حضر شهر رمضان ، وذلك في ثلاث بقين من شعبان ، قال لبلال : ناد في الناس ، فجمع الناس ، ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «أيّها الناس ، إنّ هذا الشهر قد خصّكم الله به وحضركم ، وهو سيّد الشهور ، فيه ليلة خير من ألف الشهر ، تغلق فيه أبواب النيران ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله» (٢).
[٢ / ٤٧٠٩] وروى ابن بابويه بالإسناد إلى جابر [الجعفي] عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا نظر إلى هلال شهر رمضان ، استقبل القبلة بوجهه ثمّ قال : «اللهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والعافية المجلّلة والرزق الواسع ودفع الأسقام ، وتلاوة القرآن ، والعون على الصلاة والصيام. اللهمّ سلّمنا لشهر رمضان وسلّمه لنا وتسلّمه منّا ، حتّى ينقضي شهر رمضان وقد غفرت لنا».
ثمّ يقبل بوجهه إلى الناس فيقول : «يا معشر الناس ، إذا طلع هلال شهر رمضان غلّت مردة الشياطين ، وفتحت أبواب السماء وأبواب الجنان وأبواب الرحمة ، وغلّقت أبواب النار ، واستجيب الدعاء ، وكان لله ـ تبارك وتعالى ـ عند كلّ فطر عتقاء يعتقهم من النار ، وينادي مناد كلّ ليلة : هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ اللهمّ ، أعط كلّ منفق خلفا ، وأعط كلّ ممسك تلفا».
__________________
(١) الفقيه ٢ : ٥٨ ، باب ٢٨ / ١ ـ ٢٥٤ ؛ الكافي ٤ : ٦٦ / ٤ ، والمذقة : لبن غير خالص من خليط الماء.
(٢) الكافي ٤ : ٦٧ / ٥ ؛ الفقيه ٢ : ٥٩ / ٢.