كوجوب التمام في الحضر. قالا : قلنا : إنّما قال الله : (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ،) ولم يقل : افعلوا ، فكيف أوجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر؟ فقال عليهالسلام : أو ليس قد قال الله ـ عزوجل ـ في الصفا والمروة : (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ،) ألا ترون أنّ الطواف بهما واجب مفروض! لأنّ الله ذكره في كتابه وصنعه نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكذلك التقصير في السفر صنعه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وذكره الله تعالى في كتابه» (١).
[٢ / ٤١٠٤] وأخرج الشافعي وابن سعد وأحمد وابن المنذر وابن قانع والبيهقي عن حبيبة بنت أبي تجرأة قالت : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يطوف بين الصفا والمروة ، والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتّى أرى ركبتيه من شدّة السعي يدور به إزاره وهو يقول : «اسعوا ، فإنّ الله ـ عزوجل ـ كتب عليكم السعي» (٢).
[٢ / ٤١٠٥] وروى الكليني بالإسناد إلى حمّاد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : رسول الله قال : «أبدأ بما بدأ الله تعالى به ، فأتى الصفا فبدأ بها» (٣).
[٢ / ٤١٠٦] وروى بالإسناد إلى صفوان بن يحيى وابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليهالسلام : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين فرغ من طوافه وركعتيه قال : «أبدأ بما بدأ الله ـ عزوجل ـ به من إتيان الصفا ، إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ»)(٤).
[٢ / ٤١٠٧] وأخرج أحمد عن جعفر بن محمّد عن أبيه ، أنّ جابر بن عبد الله قال : سمعت
__________________
(١) الفقيه ١ : ٤٣٤ / ١٢٦٥ ؛ نور الثقلين ١ : ١٤٨ / ٤٧٢ ؛ العيّاشيّ ١ : ٢٩٧ / ٢٥٣ ، ذيل الآية ١٠١ من سورة النساء ؛ البحار ٢ : ٢٧٦ / ٢٦ ، باب ٣٣.
(٢) الدرّ ١ : ٣٨٧ ؛ الأمّ ٢ : ٢٣١ ؛ الطبقات ٨ : ٢٤٧ ؛ مسند أحمد ٦ : ٤٢١ ـ ٤٢٢ ؛ معجم الصحابة ١ : ١٧٩ ؛ البيهقي ٥ : ٩٨ ؛ الحاكم ٤ : ٧٠ ؛ البغوي ١ : ١٩١ ـ ١٩٢ / ١١٦ ؛ ابن كثير ١ : ٢٠٥ ، ثمّ قال : وقد استدلّ بهذا الحديث على مذهب من يرى أنّ السعي بين الصفا والمروة ركن في الحجّ.
(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٦ ـ ١٤٧ / ٤٦٥ ؛ الكافي ٤ : ٢٤٩ و ٢٥٠ / ٦ و ٧ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤١٣ / ١ ، باب ١٥٣ ، فيه : «ابدأوا» بدل «ابدء» ؛ البحار ٢١ : ٣٩٥ / ١٨ ، باب ٣٦ ، عن الكافي وبنحوه.
(٤) نور الثقلين ١ : ١٤٧ / ٤٦٨ ؛ الكافي ٤ : ٤٣١ / ١ ؛ التهذيب ٥ : ١٤٥ ـ ١٤٦ / ٤٨١ ـ ٦ ؛ البحار ٢١ : ٤٠٢ / ٣٩.